عالم السينما و السيناريوهات .... واضح؟

الجزء الاول

الخيط الأبيض 1 المشهد 1 الاستوديو د/ ل رأفت، طبيب، باحثة، أم - رأفت الشمالي مقدم برامج حوارية معروف ومحبوب. انه الآن يدير حواراً حول "الطفل والعنف" مع طبيب وباحثة وأم. نحن الآن في نهايات الحلقة ونشعر بحرارة النقاش لأن الضيوف الثلاثة متوترون. يرجى الانتباه الى ان الحوار يجري بسرعة وليس بالبطء المميت. رأفت: دقيقة.. دقيقة خلونا نجمل في النهاية كل اللي توصلنالو في حلقة الليلة عن "الطفل والعنف". الخوف من العقاب القاسي بخلي الطفل أقل تحكماً بنفسه ويوقعه في مشاكل نفسية معقدة فنراه مشاكساً وعنيفاً مع الآخرين، وأكبر مثالاً على ذلك هو التبول ليلاً في الفراش.. بدي رأيك النهائي يا أستاذة. الباحثة: فعلاً، تهديد الأهل لأطفالهم بالعقوبات الشديدة بخلي الطفل في حالة نفسية سيئة.. استخدام الشدة المفرطة في معاقبة الأطفال هو السبب. - قطع - المشهد 2 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام، سامر (مع بلاي باك) - التلفزيون يعرض الحلقة، تتراجع الكاميرا لنرى سهام البنا وهي امرأة في الثلاثينات جميلة ومثقفة تتابع البرنامج باهتمام شديد وقد انحنت وأسندت ذقنها بقبضتها. ابنها سامر وهو في السادسة يلعب بالكومبيوتر. ظهره الينا.. رأفت: دكتور.. الدكتور: هذا صحيح ولكن بالاضافة الى ان الطفل الذي يظهر عليه هكذا عوارض يحتاج الى عرض على طبيب مختص، القضية برأيي مو بس متعلقة بالتربية العنيفة أو غير العنيفة.. هاي مسألة طبية. الباحثة: (محتجة) بيرجع الدكتور بيطرح الموضوع كمشكلة طبية.. انا مالي موافقة. الدكتور: يا أستاذة.. حضرتك باحثة وعم تحصري الموضوع بالتربية.. ممكن يكون عند الطفل مشاكل قبل ما يضربوه أهله رأفت: (مقاطعاً) عفواً.. عفواً.. النقاش انتهى، صارلنا ساعة عم اناقش.. بدي نجمل آراءنا.. (الى الأم) تفضلي مدام. الأم: يعني.. بمثابتي أم انا مع الدكتور.. كتير من الأحيان بتضطر الأم والأب يكونوا قاسيين مع أطفالن.. كل طفل اله مزاج وفي بعض الأحيان الأم بتفقد أعصابها.. والأب بيجي من شغله تعبان وبدو ينام.. - قطع - المشهد 3 الاستوديو د/ ل رأفت، طبيب، باحثة، أم - كما في المشهد قبل السابق. نرى الكاميرات والمساعدين وكل ما يلزم خلف الكاميرات. الباحثة: (محتجة) مو معقول.. شو هاد بتفقدوا أعصابكن وأبوه بدو ينام؟.. القسوة مع الأطفال خطيرة يا أختي. رأفت: انتهينا من النقاش.. عندنا دقيقتين فراح نشوف سوا تقرير مصور أخير عن طفل كان مصاب بالسلس البولي، رح نشوف سوا البيئة اللي كان عايش فيها الطفل ونترك الحكم للجمهور. - قطع - المشهد 4 الكونترول د/ ل المخرج (عابد)، عمار، مساعد، آخرون (مع بلاي باك) - المخرج (55 سنة) وبعض المساعدين وخاصة مساعد رأفت الأول وهو عمار. سوف ينشحن الجو. العطل الفني يسبب الارتباك والارتباك يؤدي إلى فقدان الوقت أكثر فأكثر. عابد: (الى احد المساعدين) التقرير.. التقرير. المساعد: (وهو يضغط على أزرار أجهزة أخرى) غريب.. عطل فني.. في عطل فني. عمار: (بحدة) كيف يعني عطل فني؟.. رأفت لمّح اليه. المساعد: الأجهزة صارت قديمة.. مو ذنبي. - المساعد يحاول مع الأزرار وهو مرتبك. عمار: ما مشي الحال؟ المساعد: بسم الله الرحمن الرحيم.. عابد: شو هاد.. شو هاد..؟ - عمار يمسك رأسه وينهض بغضب شديد. - قطع - المشهد 5 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام، سامر (مع بلاي باك) - رأفت ينتظر ليتم القطع وليعرض المخرج التقرير.. تمر ثوان ولكن يعلم رأفت ان التقرير غير جاهز. يتصرف.. رأفت: في انتظار عرض التقرير لاحظنا انو أطفالنا ينمون في جو من العنف.. الأب يعود الى المنزل وربما يكون قد تعرض الى عنف هو كمان فبيتعامل مع أطفاله بعنف.. الطفل ينمو ويتحول الى عنيف حينما يكبر ويتعامل مع رفاقه وزملائه في الشارع وفي المدرسة بعنف.. عنف يولد عنف والمجتمع كله أصبح يميل نحو العنف واللهم احفظنا.. طيب، رح نعتذر لأنو التقرير غير جاهز.. - سهام تأتي بحركة استياء. سهام: (باستياء) آه.. هادا التقرير اللي جمعت معلوماتو. سامر: (ينهض الى أمه) شو ماما؟ شو صار؟ سهام: ما صار شي، تأخر الوقت يا سامر.. ياللا على السرير، رح ألحقك حتى أقرالك. سامر: لسه ما خلصت اللعبة. سهام: بكرا بتخلصا.. ياللا ع النوم. سامر: حاضر.. (يذهب) رأفت: (في نفس الوقت) سيداتي وسادتي نشكر الدكتور رمزي عبد النور طبيب الأطفال والمعيد في كلية الطب جامعة دمشق.. ونشكر الباحثة في التربية وعلم النفس الأستاذة مديحة عطية المختصة بعلم نفس الطفل.. ونشكر ربة البيت والأم السيدة نوال على مشاركتهم القيمة وهذا رأفت الشمالي يحييكم والى اللقاء في حلقة جديدة من برنامج " آراء ". - قطع - المشهد 6 الكونترول د/ ل عمار، المخرج، المساعد، كومبارس فنيين (مع بلاي باك) عابد: (يصرخ) التيتر. المساعد: جاهز. - تبدأ التيترات بالنزول مع خلفية للأربعة وهم يتبادلون الرأي بلطف مع موسيقى مناسبة. هنا يبدأ الصراخ. عمار: (للمخرج) بصير هيك استاذ؟ ما بتصير الأعطال الفنية إلا هلق؟ عابد: مو معقول اللي صار.. المساعد: موذنبي يا أستاذ موذنبي.. على كل حال تصلح العطل. عابد: بعد شو؟.. الله يساعدنا على الأستاذ رأفت. عمار: الاستاذ رأفت رح يخرب بيوتنا. - يخرج عمار بحدة. المخرج يحني رأسه امام المونيتر ويعبث بشعره بكلتا يديه ويطلق زفرة. - قطع - المشهد 7 الاستوديو د/ ل رأفت، طبيب، باحثة، أم، مساعدين، مصورين - أحدى المساعدات في الاستوديو تعطي اشارة بيديها الاثنتين على انهم لم يعودوا على الهواء. المساعدة: خلص استاذ.. - رأفت يقذف الأوراق التي كانت بيده الى عمق الاستوديو بينما الضيوف يتحركون ويندهشون. يوجه كلامه الى المخرج في الكونترول. رأفت: شو هالعطل الفني المفاجئ يا عابد؟ صوت عابد: (عبر الميكروفون) غصب العننا يا استاذ.. منعتذر. - قطع - المشهد 8 القناة الأولى/ مكتب رأفت د/ ل رأفت، عمار، المخرج، الآذن - ينفتح الباب ويدخل الثلاثة بسرعة يتقدمهم رأفت وهو مستفز . هناك طاولة عمل أخرى لفرش الاوراق. رأفت: بتعتذر؟ انتو بدكن تخربولي برنامجي.. التقرير مكلف المحطة جهد ومصاري ما بينعرض؟ أي شو هاد؟ - رأفت يلقي بأوراقه بقوة على طاولته ويقف خلفها. عابد: فجأة صار عطل وتلبكنا، غصب العننا. انا آسف.. عمار: يا استاذ.. يا استاذ.. كان لازم تحتاطوا، هادا خطأ فظيع. عابد: شو بيطلع بايدي؟ عطل فني طارئ، دائماً بتحدث في محطات التلفزيون.. وين المشكلة؟ رأفت: رح شوف مدير المحطة بالذات. عابد: طول بالك استاذ.. على كل ما كان في وقت نعرض التقرير بشكل كامل. ما كان باقي غير دقيقتين أو تلاتة وطول التقرير ست دقايق. رأفت: (يجلس) صار الشغل بقرف. - يجلس عمار والمخرج ويدخل الآذن بالقهوة بكؤوس استخدام مرة واحدة. عابد: هلق طول بالك يا رأفت.. ما هي أول مرة منشتغل سوا وبيقع خطأ. رأفت: كنت حابب التقرير يطلع.. كان مهم. عمار: حطينا ثقلنا فيه.. كنا رايدين نختم الحلقة (يفقش باصابعه) بشي مهم. - يرن الهاتف على طاولة رأفت. رأفت: آلو.. سلامات دكتور.. طيب جايين.. وانا عندي شغلة رايد أقول لك عليها. - يضع رأفت سماعة الهاتف. رأفت: الدكتور.. تاعوا معي. - ينهض، ينهضان. يأخذون معهم كؤوس القهوة ويخرجون بطريقة سريعة كعادتهم. - قطع – المشهد 9 القناة الأولى / الممر بجانب غرفة المدير د/ ل رأفت، عمار، المخرج، كومبارس - يأتون بسرعة وهم يرتشفون من كؤوس القهوة. نرى اناسا يمرون ويسلمون. يقف رأفت ويلقي كأسه في سلة المهملات بعد ان يشرب ما تبقى. المخرج يمسك ذراع رأفت. عابد: ما في ضرورة انكبر الموضوع. رأفت: خلص.. تكرم. عمار: رأفت بيهدا قوام.. بس الشغل يا استاذ.. الشغل لازم يكون على الأربعة وعشرين. عابد: تكرموا. - المخرج وعمار يشربان ما تبقى في كأسيهما ويلقيان الكؤوس في المهملات ويلحقان برأفت الذي يدخل أحد الأبواب. - قطع - المشهد 10 القناة الأولى / غرفة سكرتيرة المدير د/ ل رأفت، عمار، المخرج، عبير (سكرتيرة المدير) - السكرتيرة تفتح لهم الباب الذي يصل بين غرفتها وغرفة المدير، يبدو انها معجبة برأفت. لكنة عبير لكنة لبنانية حلوة. عبير: تفضلوا. رأفت: شكراً عبير. عبير: (تهمس لرأفت) شو في عندك بعد الاجتماع؟ رأفت: تعبان ورايد روح انام. عبير: عندي موضوع رايدة أحكيه معك. رأفت: (وهو يتركها ويدخل غرفة المدير) بعدين.. بعدين. - يدخلون وعمار يبتسم لأنه يعرف ما تريده عبير التي تظهر وكأنها غير راضية ولكن بظرافة وتزفر. عمار: (بخبث ظريف) بدك اتطولي بالك. - عبير تغلق الباب. - قطع - المشهد 11 القناة الأولى / غرفة المدير د/ ل رأفت، عمار، المخرج، الدكتور - الثلاثة جالسون. المدير يذهب اثناء حديثه ليجلس خلف طاولته. الدكتور: ليش هيك صار معكن اليوم.. وين التقرير؟ رأفت: حسيت؟ الدكتور: طبعاً حسيت.. (للمخرج) انتو السبب ما هيك؟ عابد: نحن السبب إي نعم. الدكتور: (لرأفت) وعن شو كان التقرير؟ رأفت: ولد أمو ظالمة كتير.. باتعاقبو على الطالعة والنازلة، منطوي على نفسه. عايش في خوف دائم.. التقرير كان منيح كتير واشتغل عليه عمار بجد. عمار: تعاونت فيه مع انسانة بتاخد العقل.. اسمها سهام البنا.. بتشتغل فري لانسر.. جمعتلنا مادة محترمة وحسنت تدخل بيت الولد وتقنع أهلو انصور الريبورتاج. الدكتور: (للمخرج) ابعتلي في اتش اس.. لازم أشوفو، ممكن نعرضو في البرامج الصباحية المباشرة. عمار: ياريت دكتور لأنو الانسانة هلق بتكون جانّة. - يرن موبايل عمار.. يستمر الحديث بينما عمار يخرج موبايله ويرى رقم المتصل. الدكتور: شو موضوعكن للحلقة القادمة؟ عمار: (يشير الى جهازه ان المتصل هي:) سهام البنا. رأفت: باين عليها منيحة كتير.. شغلها. عمار: (وهو ينهض ليبتعد قليلاً) عم شغلها. - عمار يذهب الى النافذة ليتحدث بالموبايل بينما نبقى مع الثلاثة. رأفت: موضوعنا القادم رح يكون عن الضرب في المدارس. الدكتور: أوف. رأفت: شو؟ خطير؟ الدكتور: يعني.. ديروا بالكن.. ما بدنا مشاكل مع وزارة التربية. - ننتقل الى عمار قرب النافذة. عمار: على كل حال لاتزعلي.. المدير عم يقترح يذيعوا التقرير في البرامج الصباحية على الهواء مباشرة.. على كل حال، خلينا بكرا نتقابل ورح نحكي.. رأفت حب شغلك كتير وطلب مني أضل أتعاون معك.. انا ماكنت قايلو انو مكلفك بتقرير في موضوعنا القادم. - قطع - المشهد 12 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام - تتحدث بالموبايل وهي تتحرك في الصالون. سهام: انا كتير سعيدة لأنو حب شغلي.. يعني ما أحسب انو ما نعرض لأسباب تانية؟.. طيب استاذ عمار.. بكرا رح نتقابل ورح أجيبلك شو اشتغلت.. تصبح على خير. - تقفل الموبايل وتضعه. نلاحظ انها تبتسم وعيناها تشعان. تذهب الى النافذة وتقف هناك. معنوياتها عالية الآن. تستدير وتخطو بهدوء وأناقة خارج الصالون الى جهة غرف النوم. نتبعها الى ممر والأبواب على جانبيه. تقف عند باب غرفة سامر وتفتحه بهدوء. - قطع - المشهد 13 بيت سهام/ غرفة نوم سامر د/ ل سهام، سامر - سهام تفتح الباب وتنظر الى سامر النائم بوداعة في سريره ولكن الغطاء منحسر عنه. تأتي وتصلح الغطاء ثم تنحني وتقبله على رأسه. تنظر اليه قليلاً ثم تخرج. - قطع - المشهد 14 السناك بار د/ ل رأفت، جورج، حنان، حسناء، عازف بيانو - سناك بار يشبه بيانو كوفيه مليء بالناس بينما شاب يعزف على البيانو. جو راقي. الكاميرا تجول حتى تصل الى الباب فينفتح ويدخل رأفت وفي يده سيكار غليظ. نلاحظ انه يلفت انتباه الناس لأنه محبوب وشهير. يقترب من المشرب. البارمان واسمه جورج يرحب به. جورج: مسيو رأفت.. كيف الصحة؟ - يجلس رأفت على الكرسي العالي ويستند الى المشرب. رأفت: كيفك انت يا جورج.. باين المحل مليان. جورج: دقيقة ومنأمنلك طاولة. رأفت: ما إلي خلق أروح على البيت.. ضجران من القعود لوحدي. أمنلي طاولة. جورج: بس هلق انت لوحدك.. ليه بقا؟ رأفت: قصدي أقعد لوحدي في البيت. - تأتي امرأة عصرية جداً وجميلة. المرأة: مسا الخير استاذ رأفت. رأفت: (انه لا يعرفها) مسا النور. المرأة: اذا كنت لوحدك نحن مندعيك تشاركنا بالطاولة. - تشير الى الطاولة، يستدير وينظر. وجهة نظره هناك امرأتان أخريان تنظران اليه باهتمام. - جورج يبتسم له ويشجعه ليجلس معهن. جورج: المسيو رأفت ضجران من الوحدة. المرأة: خلص.. معناتا تفضل معنا. رأفت: أوكيه. - ينزل عن مقعده ويلحق بالمرأة، جميع من في الصالة يتحدث في الموضوع ونرى كيف يسلمون عليه ويتهامسون حوله. - نراه من مكان جورج وهو يصافح النساء ويتعارف معهن (وخاصة واحدة فائقة الجمال اسمها حنان نركز عليها وعلى نظراتها اليه) ثم يجلس معهن. جورج يرنو اليه وهو يبتسم. رأفت يلاحظ ذلك فيغمز له بعينه. - تلك الجريئة التي اسمها حنان تمد يدها مرة أخرى الى رأفت وتقدم نفسها بطريقة جريئة مع غواية. حنان: انا حنان.. رأفت: تشرفنا آنسة حنان. - قطع - المشهد 15 بيت سهام/ المطبخ د/ ن سهام، سامر (يوم جديد) - سامر وقد ارتدى ثياب روضة الأطفال ويجلس على طاولة الافطار وامه تجهز له ساندويتش وتلفها بورق وتضعها في حقيبته. هو يشرب الحليب ويتحدثان. سامر: كان لازم يكون عندك سيارة. سهام: رح يكون عندنا سيارة يوم من الأيام. سامر: رفيقي سالم كل يوم بتوصلو أمو بسيارتها. سهام: شو لونها سيارة الماما تبع سالم؟ سامر: بيضا. سهام: وانت شو بتحب لون السيارة اللي بدي أشتريها لما الله بيرزقنا؟ سامر: بيضا. سهام: متل سيارة ماماتو لسالم؟ سامر: متل سيارتها. - سهام تنتبه الى ان الوقت قد تأخر. سهام: ياللا.. اكرع الحليب، قرب يوصل الأوتوكار. سامر: اعفيني من شرب الحليب.. زهقت. سهام: (وهي تقرب من فمه كأس الحليب) زهقت مني؟ سامر: لا.. من الحليب.. (يشرب) بعدين حرام نشرب للبقرة كل حليباتها، شو رح يضل لاولادها؟ سهام: اشرب ولا تهتم بالبقرة.. لأنيها بتعطي الحليب للشباب الكويسة متلك وبتخلي شوي لاولادها. (ينتهي الكاس) برافو عليك. - تمسح له فمه بفوطة. سامر: بدي بابا. سهام: (وهي تمسك به وبالحقيبة لتخرجه من المطبح) بعدين منحكي عن بابا.. رح تتأخر على الأوتوكار بعدين رح نضطر ناخد تاكسي. - يخرجان من المطبخ. - قطع - المشهد 16 على الرصيف امام بناية سهام خ/ ن سهام، سامر، المشرفة، السائق - يقفان على الرصيف نرى سامر يتحدث باستمرار الى امه دون أن نسمع الصوت. يأتي الأوتوكار. المشرفة تستلم سامر. المشرفة: صباح الخير ام سامر. سهام: صباح النور، يعطيكي العافية يا آنسة.. صندويشتو في شنتايتو. المشرفة: ولا يهمك.. رح اطعميه ياها بنفسي. سهام: تسلمي (الى السائق) كيفك أخي ابو محمد؟ السائق: أهلين يا مدام. - يغلق الباب وينطلق الاوتوكار. سهام تعمل باي باي ثم تهرع مسرعة الى داخل البناية. - قطع - المشهد 17 بيت سهام/ الصالون د/ ن سهام رنين الهاتف - نسمع صوت انطباق الباب الخارجي وسهام تسرع الى الهاتف. تأخذ السماعة. سهام: آلو.. نعم انا.. طيب هاتيه من فضلك. - يبدو ان عليها ان تنتظر لكي يوصلوها بالمحامي فتقول لنفسها. سهام: (لنفسها باستغراب) شو بدو المحامي هلق؟ (يوصلونها) آلو.. أهلين استاذ عبد الستار..نشكر الله.. هلق؟ عندك في المكتب؟ عندي شغلة ضرورية كتير.. في الحقيقة أكتر من شغلة.. ممكن بكرا؟.. ما هو ممكن.. طيب رح حاول.. مع السلامة. - تضع الهاتف وتسرع.. انها تعيش وكأنها تركض باستمرار. - قطع - المشهد 18 مكتب المحامي د/ ن سهام، المحامي عبد الستار، السكرتيرة - تدخل سهام وهي مسرعة ونرى السكرتيرة التي تسمح لها بالدخول إلى غرفة المكتب وتغلق الباب. سهام: (يبدو انها تلهث) صباح الخير. - ينهض المحامي عبد الستار ويمد يده ويصافحها ويدعوها للجلوس امامه. المحامي: أهلين مدام سهام.. تفضلي رتاحي هون. سهام: شكراً (تجلس). المحامي: اتصلت فيكي في وقت غير مناسب ما هيك؟ سهام: ما في مشكلة.. عندي ربع ساعة.. شو الموضوع؟ المحامي: بتاخدي قهوة؟ سهام: لا شكرا.. ما عندي وقت. المحامي: الاستاذ فيصل.. طليقك. سهام: (تتوقع ذلك) شو به؟ المحامي: طلب مني أرفع دعوى اليوم.. بدو ابنو سامر. سهام: (متفاجئة وتؤكد على ابني) بدو ابني سامر؟ منين لوين، نحن اتفقنا وقت اتطلقنا انو سامر يضل عندي.. حضرتك كنت شاهد على الاتفاق. المحامي: بس بيطلعلو يا مدام. ورح يكسب القضية اذا رفعها، قلت لحالي أحكي معك الأول، اذا كنتي موافقة حتى يتم هالشي بالتراضي. - تعبث بشعرها.. انها متفاجئة ومرتبكة. سهام: وكيف رح يكسبها إذا كان موافق على الحضانة ومسجل هالشي في المحكمة؟ بعدين ابني ماصار عمرو ست سنين.. الحضانة قانوناً إلي. المحامي: في مية طريقة وطريقة.. انتي بتعرفي أكتر مني علاقات الاستاذ فيصل الواسعة.. الي بدو ياه بصير. شو قلتي؟ سهام: ما ني موافقة.. المحامي: معناها رح ارفع الدعوى ولازم تشوفيلك محامي توكليه. سهام: رح شوف. - تنهض ونراها في حالة سيئة. ينهض وياتي ليودعها الى الباب. المحامي: انا كتير آسف انو رح ألبكك. سهام: ولا يهمك.. (قبل ان تفتح الباب) مافي امكانية للتفاهم معو.. وانت تكون واسطة؟ المحامي: بتحبي أأجل رفع الدعوى وأقترح عليه تلتقوا حتى تتفاهموا؟ سهام: يا ريت. المحامي: خلص.. هلق بخبرو. - ترتد اليها الروح.. تصافحه بحرارة أكثر وبابتسامة. سهام: باي باي.. - يفتح لها الباب. المحامي: مع السلامة. - تخرج سهام. يغلق الباب ويظل هناك وهو يفكر وعندما يفكر يرفع حاجبيه وهو ينظر الى الأسفل. - قطع - المشهد 19 الشارع/ بجانب مدرسة ابتدائية خ/ ن سهام - تأتي تكسي مسرعة وسهام في المقعد الخلفي وتتوقف عند مدخل المدرسة. تدفع ثم تنزل فينطلق التكسي. سهام تسرع الى داخل المدرسة نؤكد على السرعة. - قطع - المشهد 20 غرفة ادارة المدرسة د/ ن سهام، مدير المدرسة، معلمة - مدير المدرسة رجل بدين جالس خلف طاولته يتعامل معها بجفاء بينما سهام تقف امامه. هناك معلمة تمسك اضابير وتقف تنتظر قرب الباب لتتكلم مع المدير حين يفرغ. سهام: طيب على الأقل تعطوني شوية معلومات.. مدير المدرسة: ما باحسن يا أختي.. انا بالمرة ما عندي فكرة عن اللي عم تحكي عنو. سهام: ما سمعت حضرتك عن حادثة الضرب في مدرستك؟ مدير المدرسة: بالمرة. سهام: وما حصل هالشي؟ مدير المدرسة: ما حصل هالشي عندي في المدرسة.. انا صارلي ست سنين مدير هون وما سمعت عن حادثة ضرب بهالشكل. - ستخرج المعلمة. المعلمة: الوقت غير مناسب استاذ.. بارجع لعندك بعدين. - المدير يهز برأسه موافقاً فتخرج المعلمة. سهام: هالمعلومات حصلت عليها من المستشفى اللي تعالج فيه التلميذ.. حصل معو ارتجاج في المخ بسبب الضرب المبرح من قبل أحد المعلمين.. بارجوك تعطيني اسم المعلم. مدير المدرسة: ما حصل هالشي عندنا.. في خطأ من المستشفى. - تبتسم مغلوبة على أمرها. لحظة. سهام: طيب شكراً. مدير المدرسة: أهلاً. - تخرج سهام دون أن تصافحه، هو يزفر ويمسك بسماعة الهاتف ويطلب رقماً، فترة ثم يتكلم. مدير المدرسة: (الى الهاتف) آلو.. كيفك خيي.. أجتني باحثة اجتماعية عم تشتغل لصالح أحد برامج التلفزيون.. رايدين يحكوا في برنامجهم عن هديك الحادثة.. اللي ضرب فيها الأستاذ ابراهيم واحد من التلاميذ وعملنا مشكلة.. رفضت أعطيها أي معلومة.. ما بدنا نرجع نفتح الموضوع.. وشو عرفني مين بعتها؟.. ماشي.. موفق. - يغلق الهاتف. - قطع - المشهد 21 ممر في المدرسة د/ ن سهام، معلمة - تسير سهام باتجاه المخرج واذ بالمعلمة وبيدها الأضابير تناديها بصوت خافت وهي لا تريد أحدا ان يراها تتكلم مع سهام. المعلمة: عفواً يا أخت.. ستنيني برا اذا سمحتي. سهام: (باستغراب) شو القصة؟ المعلمة: رح أقول لك. - تبتعد المعلمة. سهام تخرج. - قطع - المشهد 22 الشارع/ خارج المدرسة خ/ ن سهام، المعلمة - سهام تقف تنتظر ونرى المعلمة قادمة. المعلمة: مرحبا. سهام: مرحبتين.. شو القصة؟ المعلمة: مشان التلميذ. - تتحمس سهام. المعلمة تخاف أن يراها أحد ما من المدرسين أوالادارة. المعلمة: ما بدي حدا يشوفني.. خدي هالورقة(تأخذها سهام)، كتبتلك فيها اسم المعلم والتلميذ وعنوان بيت التلميذ.. ما بريد حدا يشوفني عم ساعدك.. مع السلامة. سهام: الأسم الكريم؟ المعلمة: ما في ضرورة.. مع السلامة. (تبتعد) سهام: شكرا.. متشكرة. - المعلمة تبتعد.. تحرك يدها تعبر عن انها لم تفعل شيئاً. سهام تفتح الورقة وتنظر فيها ثم تنظر في ساعتها. تشير الى تكسي. - قطع - المشهد 23 بيت رأفت/ غرفة النوم د/ ن رأفت رنين الموبايل - الكاميرا تجول على فرش الغرفة الأنيق والبوسترات المتميزة المعلقة على الجدران كما نجد الكثير من الجوائز وشهادات التقدير. رأفت نائم فيستيقظ على صوت الموبايل. رأفت: آلو.. بونجورين.. (لم يتعرف على المتصل) مين؟ - قطع - المشهد 24 بيت حنان/ الصالون + بيت رأفت/ غرفة النوم د/ ن رأفت، حنان - حنان ابنة الطبقة الارستقراطية ترتدي بيجاما غالية الثمن وجالسة تمنكر أصابع قدميها بينما تتحدث بالموبايل. حنان: انا حنان.. نسيتني قوام؟ سهرنا البارحة سوا في السناك بار. رأفت: آه (يتذكرها) انا آسف لأنيني نايم ولسه ما فقت. حنان: لهلق نايم؟ الحق معك، النجوم ما بيطلعوا إلا في الليل. رأفت: شو قصة النجوم؟ حنان: انت نجم كبير أستاذ رأفت. رأفت: الله يحفظك. حنان: مم.. وعدتني تخليني أحضر حلقة من برنامجك.. على فكرة متل ما قلت لك البارحة برنامجك بجنن.. شو قلت؟ رأفت: اذا بدك ممكن أخليكي تحكي في البرنامج.. عندك وجهة نظر محددة حول العقوبات الجسدية في المدارس؟ حنان: لأ أرجوك.. انا رايدة أحضر ورا الكاميرا وأشوفك وانت عم اتدير الحوارات. رأفت: خلص ولا يهمك.. تكرمي. حنان: ميرسي.. فين رح تتغدا؟ رأفت: انا آسف.. هلق بيبدا يومي ورح أكون مشغول طول النهار.. على فكرة انا ما دائماً بأتغدا. حنان: معناها رح أتصل مرة تانية ونتفق على عشا. رأفت: (يبدو انه يتهرب منها) أوكيه.. حنان: باي. رأفت: مع السلامة. - نظل في بيت حنان التي تغلق الجهاز وتصرخ صرخة انتصار. حنان: واوووو.. - تطلب رقما آخر مسجلاً عندها على الجهاز. تبدو عليها السعادة. حنان: هاي حسناء.. حكيت معو.. قبل شوي وحياتك.. وعدني يدخلني التلفزيون أحضر حلقة من برنامجو وكمان وعدني نتعشا سوى.. لوحدنا طبعاً وانتو من اليوم ما بقالكن علاقة. - تضحك وتشهق. زوم الى أصابع قدميها والفرشاة تقوم بصباغتها. نسمعها تترنم بأغنية. - قطع - المشهد 25 القناة الأولى / غرفة انتاج البرنامج د/ ن عمار، سهام، جميل، عابد، وائل، شذى، ناهد، رولى وآخرين - انها غرفة مخصصة لبرنامج آراء حيث تتواجد فيها اسرة البرنامج فيها طاولة اجتماعات وبعض الطاولات الخاصة. - على طاولة الاجتماعات نرى سهام وعمار وامامهما أوراق وموبايل كل منهما. انهما يعملان. عمار: هلق الشريط بكون عند المدير وأكيد رح يشوفو. سهام: كنت حاسة بأهمية التقرير وردت يطلع.. مشان تكتمل فكرة البرنامج يعني. عمار: ومنشانك كمان.. المادة مادتك وانت عم تتعاوني معنا في جمع مواد للحلقات.. لكان التقرير كان أول عمل متكامل إلك.. أنا آسف بس بأكدلك انو الموضع كان خطأ تقني. سهام: خلص، أنا بثق فيك.. لولاك ياعمار ما كنت دخلت مجال التلفزيون.. ووين؟ (بسرور) رأساً لأسرة برنامج رأفت الشمالي. عمار: انا سعيد لأنو حسنت أخدمك ولو من خارج الملاك باتفاق خاص بينا وبينك.. بعد ما يشوف المدير التقرير رح أطلب من رأفت يحكي معو يضمك بعقد عمل طويل.. وهلق، مشان موضوعة التلميذ والمعلم.. شو خطتك؟ سهام: رح اروح بعد الضهر أعمل المقابلات وأحضر المادة. عمار: أسرعي لأنو ما بقي عنا غير ستة أيام.. بتعرفي لازم ناخد مادتك حتى انروح ونصور. سهام: لا تهتم (تنظر في ساعتها) عمار: مستعجلة؟ سهام: لسه في وقت على رجعة ابني سامر من المدرسة.. بتعرف، لازم أكون في البيت حتى آخدو من الأوتوكار. عمار: منحسن نحكي شوي عن فيصل؟ سهام: صديقك فيصل بدو ياخد مني سامر. عمار: لا تقوليها.. شو بدو يعمل فيه، الولد عند أمو في هالعمر أحسن إلو. منين عرفتي؟ سهام: خبرني المحامي الصبح ورحت قابلتو.. كانوا رايدين يرفعوا دعوى مشان ياخدوه بحكم قضائي. عمار: ما بيطلعلو.. القانون واضح بالنسبة للحضانة. سهام: قال في مية طريقة وطريقة لياخد سامر. عمار: آه.. مية طريقة وطريقة؟ (يفهم منها الرشوة والتدبير).. وانتي شو رأيك؟ سهام: طلبت من المحامي التفاهم. عمار: أحسن.. ماحلوة تدخلوا المحاكم.. بشو بتريديني أخدمك؟ سهام: ياريت تحكي مع فيصل.. انا ما باحسن أعيش بدون سامر، اذا أخدوه مني رح ياخدوا مني عمري. عمار: ولا يهمك.. رح أحكي معو وممكن أجمعكن سوا. - يطل رأفت على الباب بمزاج رائق. رأفت: تحياتي يا جماعة.. كيفكن؟ - المساعدين يحيونه. عمار: أهلاً استاذ رأفت.. تفضل. - رأفت لا يدخل، ينظر الى سهام. هي ترنو إليه بإعجاب شديد. رأفت: مرحبا يا آنسة. سهام: (بارتباك) صباح الخير. عمار: مدام سهام اللي عم تتعاون معنا. رأفت: تشرفنا (ثم يهملها، الى عمار والمجموع) جاهزين للاجتماع؟ عمار والبعض: جاهزين طبعاً. رأفت: بعد نص ساعة.. رح أعدي شوي على الدكتور. - يرحل رأفت، نلاحظ ان سهام قد ارتبكت في حضوره. عمار: إي مدام سهام. سهام: (تخرج من شرودها. تنظر في ساعتها وتنهض) انا لازم أمشي. على فكرة، صاحبك شايف حاله كتير. عمار: بالعكس. رأفت لطيف كتير، (يضحك) وخاصة مع الستات. - تلم أوراقها. ينهض ويودعها. سهام: كنت عم أمزح.. باي باي. عمار: طيب.. خليكي على اتصال.. سهام: أوكيه.. سلام. عمار: مع السلامة. - تخرج سهام مسرعة أما عمار فيعود الى أوراقه. يأتي اليه البعض. المنتج: باين عليها فهيمة. عمار: ليسانس فلسفة وعلم نفس. - قطع - المشهد 26 القناة الأولى/ مكتب المدير د/ ن الدكتور، رأفت، عبير (مع بلاي باك) - المدير يشاهد التقرير حيث يظهر على الشاشة ولد وأمه وأباه العنيفان وبيئة المنزل ثم صوت احدى المذيعات تقرأ التقرير. خلال ذلك نقر على الباب ثم تدخل عبير لتفسح المجال لرأفت ليدخل وهي تنظر اليه نظرة خاصة وابتسامة. المذيعة: وتعتبر البيئة التي يعيش فيها الطفل عاملاً مؤثراً في هذه العادة التي يسميها الأطباء سلس البول، وعندما سألنا والدي الطفل جميل عن القسوة في معاملة طفليهما رفضا اعتبار ذلك سببا لهذه المشكلة وقد فهمنا منهما انهما كانا يعاقبانه في كل مرة يستيقظ صباحاً وقد بلل ثيابه مما يجعل وضع الطفل أكثر سوءاً، فالعقاب الشديد والخوف منه يسببان السلس ثم السلس يسبب بالتالي العقاب. دائرة يعيش فيها هذا الطفل المسكين.. الدكتور: أهلاً رأفت.. أجيت في وقتك. - يطفئ المدير التلفزيون بالروموت كونترول وينهض. - رأفت يصافح المدير، عبير تنظر الى رأفت وهي تخرج وتغلق الباب. رأفت: تحياتي دكتور. (يجلسان) الدكتور: كنت عم شوف تقريركن.. يا خسارة ما انعرض. رأفت: يعني عجبك. الدكتور: كتير.. ردت أشوفك على انفراد.. اذا بدك بأغيرلك طقم الأخراج والفنيين.. هيك أخطاء ما لازم تتكرر. رأفت: لا.. الشباب كويسة وانا مبسوط معهم، نحن صايرين أسرة وحدة، صحيح بعصب عليهم ولكن بالنتيجة أخطاء قليلة. الدكتور: عظيم.. اتصلوا فيني من وزارة التربية.. رايدين يفهموا الى أي حد رح يكون الكلام صريح في حلقة الأسبوع القادم عن العقاب الجسدي في المدارس. رأفت: أوف. الدكتور: بدن ما نخلي أهالي التلاميذ يخافوا. رأفت: وشو قلت لن؟ الدكتور: طمنتن.. شو بدي أقول لن يعني؟ احكيلي عن الحلقة. رأفت: رح نجيب اختصاصيين يحكوا وكل ربع ساعة رح نعرض تقرير عن حوادث حقيقية. الدكتور: ممكن أشوف التقارير قبل موعد العرض؟ رأفت: ممكن.. شو ناوي تعمل؟ الدكتور: ولا شي.. كل ما هنالك رايد أتوقع شو رح يصير. رأفت: اتطمن.. ما رح أحطك في موقف بايخ. - ينفتح الباب وتدخل عبير مع الآذن الذي يحمل القهوة. تظل عبير واقفة وكأنها تنتظر الآذن ولكنها في الحقيقة تلقي على رأفت نظرات لطيفة. ينتهي الآذن ويخرج. عبير: بتريدوا شي كمان دكتور؟ الدكتور: شكراً ياعبير. - تبتسم لرأفت وتقول وهي تخرج. عبير: (بالفصحى) على الرحب والسعة. - بعد ان تغلق عبير الباب يظل المدير ينظر الى هناك وهو يرشف القهوة ثم يبتسم. الدكتور: شو قصتك مع عبير.. انت بتجي وهي ما بتعود تعرف كيف تشتغل؟ رأفت: (مشروع ضحكة) وحياتك ما إلي علاقة.. الدكتور: يا أخي اتجوز بقا وخلصنا.. طول ما انت عزابي ما رح نقدر نشتغل. - رأفت يضحك من كل قلبه. - قطع - المشهد 27 الشارع امام بناية سهام خ/ ن سهام، سامر، المشرفة، السائق - تصل سيارة تكسي وفيها سهام في اللحظة التي يصل فيها أوتوكار الروضة. تنزل سهام بسرعة وتهرع الى الاوتوكار. تمسك بيد سامر الذي أصبح على الرصيف وتشكر المشرفة والسائق ويدخلان البناية. - قطع - المشهد 28 بيت سهام/ المطبخ د/ ن سهام، سامر - على مائدة الغداء، تهتم باطعامه أكثر مما تأكل هي. سهام: وغير شي، شو صار كمان في الروضة؟ سامر: بدن يعلمونا غنية جديدة حتى يغنيها كل الصف. سهام: عظيم.. وامتى رح تبلشوا؟ سامر: من بكرا، بس رفيقي سالم زعجني وقاطعتو. سهام: ليه زعجك؟ سامر: قال انو هو بيعرف ليش بابا ما نو عايش معنا في البيت. - سهام تتفاجأ وتخاف على مزاج سامر. سهام: وقال ليش؟ سامر: قال انو انتي وبابا ما بتحبوا بعض فاتطلقتوا.. سهام: (سهام حزينة) وانت زعلان لهالشي؟ سامر: خلي بابا يرجع يعيش معنا. - تغير الحديث. سهام: ليه ما عم تاكل؟ سامر: شبعت. سهام: يا للا لكان حتى تغسل ونقعد شوي على التلفزيون.. رح أقعد معك لبين ما تجي الآنسة زهرة. رح تقعد معك لأنو انا عندي شغلة ضرورية ولازم أروح أقضيها. سامر: رح تتركيني وتروحي كمان؟ سهام: شوي بس.. مشان شغلي.. أوعى تزعل. سامر: ما زعلت (ولكنه زعلان) - تدغدغه فيضحك فتضمه وتقبله. جرس الباب سهام: أجت الآنسة زهرة. - يهرعان لفتح الباب. - قطع - المشهد 29 بيت سهام/ الصالون د/ ن سهام، سامر، زهرة - الآنسة زهرة في الثانية والعشرين من عمرها وهي موهوبة تقوم بالجلوس مع سامر وتعلمه دروسه ومواهب أخرى. انها فعلاً التي جاءت وسامر يحبها. زهرة: تأخرت عليكن؟ انا آسفة كتير. سهام: ولا يهمك.. زهرة: يا للا ياسامر.. شو بتريد نعمل؟ سامر: ماما وعدتني أتفرج شوي على التلفزيون. سهام: رح نقعد نتفرج شوي على أفلام الأطفال. - سامر يشعل التلفزيون على الأفلام المتحركة. يجلسون جميعاً. سهام: (لزهرة بصوت خافت) انا رح أنزل بعد شوي.. اذا جاع في كل شي في البراد. زهرة: (وهي مهتمة بما يعرض على التلفزيون) حاضر. - قطع - المشهد 30 القناة الأولى/ غرفة سكرتيرة المدير د/ ن رأفت، عبير - يخرج رأفت من غرفة المدير. عبير تتحدث الى الهاتف فتنهض وهي تتحدث وتدعوه بيدها ليجلس. هو يشير لها بأنه مستعجل. موقف فيه طرافة. عبير: (بالهاتف) نعم.. نعم.. بس المدير ما عندو علم.. ممكن تطرحوها في الاجتماع القادم.. (يجلس رأفت، هي تريد ان تنهي المحادثة بسرعة) طيب ممكن اتصل فيكي بعدين ونحدد موعد؟.. أوكيه، مع السلامة. - تضع السماعة وهي منفعلة لوجود رأفت. رأفت: (يمزح) ونحن كمان ممكن نأجل الحكي لبعدين؟ عبير: بتشرب قهوة؟ رأفت: هريتيني اليوم بالقهوة. عبير: (بكل حب) كيفك رأفت.. ليش عم تهرب مني؟ رأفت: يحرم علي. عبير: اعزمني على مكان.. رايدة أحكي معك حديث خاص. رأفت: هاي نحن قاعدين.. قولي. عبير: بدي انا وانت نكون في جو تاني.. غير جو الشغل. رأفت: يا عبير انتي مانك عارفة بشو عم تورطي نفسك.. انتي بتاخدي العقل.. عبير: (تقاطعه) وانت باتطير العقل. رأفت: (يضحك) خلينا في الجد.. (يناور ليتهرب منها) شو رأيك استضيفك في حلقة من حلقات برنامجي؟ عبير: (يتحول تفكيرها) بالله العظيم؟ رأفت: عم أحكي جد. عبير: وشو الموضوع؟ رأفت: سكرتيرات المدراء العامين.. عبير: شو هالموضوع، ما ني موافقة. رأفت: بالعكس.. موضوع مهم، هلق خطرلي.. (ينهض) رح استضيف تلات أربع سكرتيرات ورح نطرح مواضيع لطيفة وهامة، متل شو اهتماماتن.. شو بيلبسوا شو هي صورة المدير العام في عيونن.. لحظات مهمة في عملن.. موضوع ظريف كتير.. بخاطرك. - يتركها وهي لا تعرف ما تقول ويخرج. - قطع - المشهد 31 القناة الأولى/ غرفة انتاج البرنامج د/ ن عمار، المخرج، المنتج، مساعدة عدد2، مساعد، رأفت - الجميع حول طاولة الاجتماعات بينما مكان رأفت في الصدر فارغ. أوراق على الطاولة وموبايلات وهاتف. المساعدون الثلاثة يكتبون. يدخل رأفت ويجلس. رأفت: لوين وصلتوا؟ عمار: عندنا مشكلة.. وزارة التربية رفضوا يبعتوا شخص من طرفهم لبين ما يدرسوا الورق. رأفت: أي ورق.. نحن لسه ما كتبنا التقارير ولا السيناريو؟ عابد: خايفين ليكونوا في موقع الاتهام. رأفت: بلاهن. عمار: كيف بلاهن؟ هنن طرف في الموضوع. رأفت: والحل؟ عابد: خلينا نعطيهن الورق لما بيجهز. رأفت: وان رفضوا؟ عمار: هداك الوقت نحن أحرار.. لازم يكون عندنا شخص احتياط من الاختصاصيين. رأفت: هلق نحن رح نستضيف شخص من التربية وشخص بمثل القانون وواحد من أولياء الأمور.. الاحتياط شو رح يكون؟ عمار: ممكن يكون تلميذ تعرض للضرب. رأفت: اتفقنا انو نعرض ريبورتاج بيتضمن لقاء مع تلميذ. عابد: ما بيمنع واحد تاني ومشكلة تانية.. قلنا احتياط. رأفت: ما في مانع.. منقول احتياط.. خلونا نحكي عن التقارير المصورة. ناهد: سيناريو التقرير المكلفة فيه جاهز تقريباً وممكن نصور بكرا. وائل: وانا كمان.. رح نصور في مدرسة نموذجية. رح نصور في الباحة وفي الصفوف.. مع لقاءات مع الطلاب للاجابة عن السؤال: كيف تفضل ان يكون العقاب حين يقصر الطالب في واجباته المدرسية والمسلكية؟ - قطع - المشهد 32 امام بناية في حارة شعبية خ/ ن سهام - تمسك ورقة العنوان وتبحث عن البناية. يبدو انها وصلت الى العنوان فتدخل البناية. - قطع - المشهد 33 بناية بيت الوردي/ الدرج د/ ن سهام، طفل (عبودة)، أم أيهم - تصعد الدرج وتصل الى الاستراحة. هناك أكثر من باب فتحتار أي باب هو المطلوب. تضغط على جرس أحدها وتنتظر. ينفتح الباب بعد فترة ويظهر طفل في العاشرة. سهام: مرحبا يا حباب.. هون بيت مين؟ الطفل: هون بيتنا. سهام: باعرف بيتكن.. هون ماما؟ - تظهر الأم. الأم: خير يا خانم.. بيت مين بدك؟ سهام: أهلين أختي.. عم دوّر على بيت الوردي.. هون بيت الوردي؟ الأم: شو بدك من بيت الوردي؟ سهام: ابنك بكون أيهم الوردي؟ الأم: نعم. سهام: ممكن أدخل؟ الأم: تفضلي.. بس بيتنا مو قد المقام. سهام: كلك خير وبركة. - يفسحان لها المجال فتدخل سهام. - قطع - المشهد 34 بيت الوردي/ غرفة د/ ن سهام، أم أيهم، الطفل (عبودة) - سهام جالسة بينما تدخل الأم ومعها طفلها حاملة كأس شراب. الأم: يعني حضرتك من التربية؟ سهام: لأ.. انا من التلفزيون. - تقدم لها كأس الشراب. الأم: وشو علاقة التلفزيون بابني أيهم؟ سهام: عم نعمل تحقيق عن ضرب الطلاب في المدارس، وبما انو ابنك أيهم عاقبوه بشدة واتأذى فرح يجي التلفزيون يحقق في الموضوع. الأم: لازم الأول أسأل جوزي. سهام: رح تسأليه، ولكن عندي شوية أسئلة.. هلق فينو أيهم؟ الأم: مع أبوه في الورشة. - تخرج سهام دفتر ملاحظات وتبدأ بكتابة أجوبة المرأة. سهام: وشو بيشتغل أبوه؟ الأم: نجار موبيليا. سهام: عم يشتغل مع أبوه بعد الدوام في المدرسة يعني؟ الأم: لأ يا خانم.. لما ضربو المعلم في المدرسة وصارت المشكلة ودخلوه على المستشفى صار يخاف يروح على المدرسة، قام أبوه بطلو وصار ينزلو معو على الورشة. - إذن سهام أمام موضوع مهم جداً. سهام: اشتكيتوا شي على المعلم اللي ضربو؟ الأم: لا والله. سهام: السبب؟ الأم: نحن يا خانم ناس دراويش وعلى قد الحل. سهام: وشو علاقة السترة في الموضوع.. انتو أصحاب حق والدولة عطتكن امكانية لرفع دعوى لمعاقبة المعلم والمطالبة بالتعويض. الأم: والله ما بعرف.. اذا بدك تاعي المسا بكون جوزي هون وهو بجاوبك. سهام: يعني الولد بطل من المدرسة منشان الحادثة. الأم: إي نعم. سهام: وكيفو هلق.. عم يشكي من شي.. أثرت عليه الضربة على الراس؟ الأم: أوقات بيوجعو راسو. سهام: (تنتهي من الكتابة) طيب.. رح تجي الكاميرا لهون على البيت وعلى الورشة.. رح نصوركن انتي وأبوه والولد.. في عندك مانع ترجعي تحكي نفس الكلام قدام الكاميرا؟ الأم: يعني رح نطلع في التلفزيون ونقول انو الولد صار معو ارتجاج؟ سهام: نعم. الأم: بس هاي سمعة ما هي منيحة مشان ابني.. يعني لا تواخذيني هادا ولد ورح يكبر ونخطبلو وانجوزو.. حلوة يعني الناس كلتها تعرف شو صار فيه؟ سهام: الناس لما بتعرف رح يحبوكن أكتر ويتضامنوا معكن.. الشي المتخوفة منو ما رح يصير. الطفل: (يهمس لأمو برجاء) خليون يطالعونا في التلفزيون. الأم: (للطفل) هلق سكوت انت.. (لسهام) خلينا نسأل جوزي وهو بيعرف. سهام: وفين صايرة الورشة؟ الأم: مو بعيد من هون.. اذا بدك بابعت معك ابني يدلك على الطريق. سهام: (تنهض متحمسة) يا ريت. - قطع - المشهد 35 الطريق/ امام ورشة النجارة خ/ ن سهام، الطفل (عبودة)، الأب، أيهم - الطفل يهرول أمام سهام وهي تتبعه والمارة ينظرون اليها فهي ليست في المكان المناسب بسبب ثيابها وجمالها. يرن موبايلها فتخرجه من حقيبتها وهي تسير وتتكلم فيكتمل الكونتراست بينها وبين المحيط. سهام: آلو.. أهلاً ماما.. انا؟ انا هلق برا البيت بشغلة ضرورية.. هه، إذن بتعرفي اني برا البيت.. شو به بابا؟ شو بدكن تحكوا معي، قولي لي حتى ما يضل بالي؟.. (تتوقف منزعجة) فيصل حكى مع بابا؟ شو بدو فيصل مني، ينزل عن طرفي بقا.. انا رح أقول لك، بدو ياخد مني سامر.. في شي تاني؟ شو هوه..؟ طيب ماما هلق ماني فاضية، المسا باجي لعندكن ومنحكي.. مع السلامة ماما سلمي على بابا كتير. - تقفل الموبايل وتتركه في يدها وكان الطفل يقف ينتظرها وتلاحظ ان بعض الناس ينظرون اليها. (للطفل) ياللا يا عبودة.. لا تواخذني. الطفل: وصلنا خالة. سهام: فين الورشة؟ - يشير الطفل عبودة الى مدخل ورشة نجارة قريبة والطفل أيهم يحمل قطعة خشب على كتفه ويقف ينظر اليهما. في هذه اللحظة يخرج الأب وبيده أداة للنجارة. تقترب سهام خلف الطفل عبودة من الورشة. تمد للأب يدها. سهام: مرحباً أخي ابو أيهم.. الطفل: خالة هادا هو أخي أيهم. - تنظر اليه سهام. الكاميرا تتبع نظرها الى أيهم الذي يقف بطريقة مؤثرة وهو يحمل قطعة الخشب وينظر ببراءة. - قطع - المشهد 36 القناة الأولى/ مكتب رأفت د/ مسائي رأفت، عمار، ناجي - يجلسان الى الطاولة الكبيرة المفروش عليها كمية كبيرة من الكتب والمجلات والصحف (ويفضل أرشيف الصحف إما مجلدات تحتوي على أعداد سابقة أو من خلال الكمبيوتر والتي سنراها دائماً أثناء اجتماعات التحضير للحلقات الجديدة). الاثنان غارقان في العمل. نرى المدينة خلف النافذة. - نقر على الباب. رأفت مشغول. عمار: أدخل.. - يدخل شخص اسمه ناجي في الخمسينات ويبدو انه مهم. ناجي: مسا الخير يا جماعة. - ينهضان ويسلمان عليه. يتركان الطاولة الكبيرة ويجلسون على المقاعد العادية. رأفت: شايفك في التلفزيون يا ناجي.. خير انشا الله؟ ناجي: يبدو مصيري مرتبط بالتلفزيون يا رأفت. عمار: بيني وبينك منصب مستشار الوزير أفضل. رأفت: بس ما تقول رجعت تشتغل هون؟ ناجي: يعني. رأفت: كيف يعني؟ برنامج جديد؟ ناجي: القناة الجديدة. رأفت: قصدك القناة التالتة.. سلموك ياها؟ ناجي: يا سيدي سلموني ياها اليوم.. قصدي توقع القرار. عمار: مبروك يا ناجي. ناجي: الله يبارك. رأفت: وقف.. وقف.. شو بدك بهالقصة؟ الانطلاق صعب ودائماً المؤسس بصير كبش فداء. ناجي: مضطر.. الوزير كلفني بالدراسة من بداية الفكرة.. واليوم وبعد كل شي ما اكتمل قال لي انت أفضل واحد لإدارة القناة.. شو رأيك تشتغل معي؟ رأفت: انا؟ ناجي: نعم انت.. والمجموعة تبعتك. عندي صلاحيات اتفق معكن بالشروط اللي بدكن ياها.. الوزير حاطط تقلو لانجاح القناة التالتة وكل شي رح أتفق عليه معكن رح يصادق عليه فوراً بما فيه قرار النقل. عمار: نفس البرنامج..؟ آراء؟ ناجي: لأ.. باسم جديد.. الدكتور، قصدي مدير القناة الأولى رح يلاقي بديل عنكم. عمار: (لرأفت) شو رأيك؟ رأفت: مستحيل. ناجي: ليه؟ رأفت: انا وبرنامجي ارتبطنا بالقناة الأولى.. مستحيل. ناجي: تعال لعندي يا رأفت.. شو بدك من القناة الأولى؟ خايف عليها؟ وصلت لبر السلامة.. بدي المشاهدين يهتموا بالقناة تبعتي والدكتور ما رح يتأثر.. بس انا مضطر.. بدونك وبدون عدد من مقدمي البرامج التانيين ما رح أحسن أقنع الجمهور. عمار: وكام سقف المنح؟ ناجي: شو بدكن بالسقف؟.. اللي بدكن ياه بتاخدوه. رأفت: كيف يعني اللي بدنا ياه؟ ناجي: يعني حدد اللي بدك ياه وانا باضمن موافقة الوزير. حلوة يعني تعمل اعلان تجاري حتى تحسن تعيش؟ - رأفت ينظر الى عمار ويبتسمان. رأفت: تنذكر وما تنعاد.. كانت تجربة فاشلة وكل ما تذكرتها باخجل منها. ناجي: شو قلتوا؟ رأفت: مستحيل. - ناجي ينظر الى عمار الذي يرفع كتفيه بمعنى ان ليس باليد حيلة. - قطع - المشهد 37 الشارع امام بناية أهل سهام خ/ ل سهام - تتوقف تكسي وتنزل منها سهام وتدخل البناية مسرعة. - قطع - المشهد 38 بناية أهل سهام د/ ل سهام، عالية (ام سهام) - تصعد سهام دون ابطاء وتصل الى الطابق المعين. تقف وهي تلهث. تنتظر قليلاً ثم تقرع الجرس. بعد قليل تفتح عالية وهي امرأة تقترب من الستين. سهام: مرحبا ماما. الأم: (تفسح لها المجال لتدخل، تقبلها) أهلين سهام يا بنتي.. لساتك عم تركضي؟ صوت سهام: (والباب ينطبق) شو بدك مني اساوي؟ - ينطبق الباب. - قطع - المشهد 39 بيت أهل سهام/ الصالون د/ ل سهام، زهير، عالية - نرى زهير جالساً على مقعد مريح بثيابه المنزلية بينما تدخل عالية تحمل صينية القهوة وتبدأ بوضع الفناجين الثلاثة حيث سيجلس كل منهم. سهام في الداخل. يتهامسان. انهما مثقفان. الأم: بتحكي انت والا أحكي انا؟ الأب: انا باحكي. - تدخل سهام ويبدو انها كانت تغسل يديها وتجلس. أثناء ذلك تقول.. سهام: بتعرف بابا عن أي موضوع عم أحضر لبرنامج رأفت الشمالي؟ الأب: عن أي موضوع؟ سهام: العقاب الجسدي المفرط في المدارس. الأم: ورح يسمحولكن تحكوا هيك مواضيع؟ سهام: ليه لأ؟ بعدين رأفت مو حيا الله.. هادا نجم البرامج. الأب: عم تتعبي كتير، ما هيك؟ سهام: تحضير المواضيع لبرنامج رأفت لذيذ كتير.. بحس بحالي عم أنجز شيء بخصني إلي. الأم: بس لساتك عم تتعاوني من برا المجموعة.. ياريتن يضموكي إلهم. الأب: الله كريم.. على الأقل عم يعرفوكي منيح هلق. سهام: حتى الآن علاقتي محصورة بعمار.. التقرير اللي قلتلكن عليه كان لازم ينذاع في حلقة البارحة بس ما كان في وقت يذيعوه.. طلب المدير يشوف التقرير في مكتبو. الأم: كنا متوقعينو يطلع.. ابوكي راح على القهوة وأنا قعدت استناه وقمت نمت قدام التلفزيون. الأب: المهم.. اتصل فيني فيصل وحكى معي بالتلفون. سهام: هات لأشوف. بدو سامر ما هيك؟ الأب: نعم، بدو سامر.. سهام: مفكر يرفع دعوى ويتراجع عن اتفاقنا. الأم: كان رايد أبوكي يحكي معك تجي انتي وسامر تعيشي معنا. سهام: شو خطرلكن؟ الأم: حتى نساعدك. سهام: هاي وحدة من أفكار فيصل. الأب: أبداً.. كمان انتي يا بنتي مشغولة كتير وسامر محتاج لرعاية عم ينترك كتير لحالو في البيت. سهام: عم تجي الآنسة زهرة تقعد معو.. في نفس الوقت عم تعلمو الرسم وتقراله. الأب: يعني نحن ما إلنا حق في حفيد يملي علينا وحدتنا.. ليه تعيشي انتي وابنك في بيت لحالكن وانتي لحالك بينما انا وأمك عم نتعفن من الوحدة. - سهام في وضع محرج امام منطق أبيها، ومستغربة من موضوع المطلقة. سهام: (تهمس) لحالي؟..واووو..!! (خائفة من سيطرة هذه الفكرة على ابيها) - قطع - المشهد 40 في سيارة رأفت د/ ل رأفت، عمار - رأفت يسوق في شوارع دمشق والى جانبه عمار. عمار: شو رأيك تسرب الموضوع اللي فتحو معك ناجي للدكتور. رأفت: شو الهدف؟ عمار: حتى نتدلل عليه. رأفت: حاج دلال يا عمار.. الرجل عاطينا صلاحيات كتيرة. عمار: ما قصدي مادي. رأفت: لكان شو؟ عمار: بلش يتدخل في شغلنا، ما طلب منك يشوف التقارير قبل الحلقة الجاية؟ - رأفت ينظر الى عمار وهو يفكر. رأي عمار صحيح. عمار: شو رأيك؟ رأفت: فعلاً.. صاير عم يتصرف متل الرقيب.. صاير عم يخاف. اتصلوا فيه من وزارة التربية وهادا سبب خوفو. جبتها والله يا عمار. عمار: انت بس شوف عن أي طريق بتفضل يصير التسريب وانا رح أتصرف. رأفت: عن طريق سكرتيرتو عبير. عمار: مارح تزبط عن طريق عبير لأنيها بتحبك ورح تعتبر الكلام سر بخصك ورح تحافظ عليه. رأفت: أي حب يا زلمة.. المرا عايزة تطلع على التلفزيون في برنامج محترم.. وعدتها أضمها لحلقة من حلقاتنا. عمار: شو هالحكي؟ رأفت: وحياتك.. عمار: وعن شو بتحسن تحكي؟ رأفت: خطرلي لما كنت عم أحكي معها حلقة عن سكرتيرات المدراء العامين. عمار: (يضحك) انت نبع أفكار يا رأفت.. فكرة رائعة. رأفت: تصور حلقة فيها تلات أو أربع سكرتيرات لأهم المدراء العامين في سورية.. السؤال الرئيسي، كيف ترى السكرتيرة مديرها.. كيف بتتصرف حتى تكون قرارات مديرها صائبة.. كيف بتتحمل أمزجتو.. عمار: وأي مدير عام رح يسمح لسكرتيرتو تحكي عنو في التلفزيون؟ رأفت: رح نحكي في العموميات.. بس انا رح أوقعن بدون ما يشعروا حتى يحكوا أمثلة من تجربتون الشخصية. يرن موبايل رأفت - ينظر رأفت الى الرقم فيعرف من هو المتكلم. رأفت: (باستغراب) الدكتور. عمار: بس ما يكون دري بشي. رأفت: معقولة؟ - يجيب رأفت وسنسمع صوت المتكلم. رأفت: سلامات دكتور. صوت الدكتور: وينك هلق يا رأفت؟ رأفت: عم اسوق رايحين انا وعمار نتعشى.. تفضل معنا. صوت الدكتور: شكراً.. شو هاد يا رأفت.. شو قصة القناة التالتة؟ - عمار يسد فمه لأنه سينفجر بالضحك. رأفت: شو سمعت دكتور؟ صوت الدكتور: ناجي حكى معك مشان تنقل برنامجك لعندو في القناة التالتة.. انا مالي موافق يا رأفت.. - الكاميرا على الرصيف ونرى السيارة تبتعد. نسمع الأصوات. صوت الدكتور: على كل حال مر علي بكرا حتى نحكي.. موفق. صوت رأفت: مع السلامة دكتور. (تكة الاقفال) - نسمع رأفت وعمار ينفجران بالضحك. تبتعد السيارة. - قطع - المشهد 41 بيت أهل سهام/ الصالون د/ ل سهام، زهير، عالية - سهام تقف على النافذة بينما أمها وأبوها ينتظرانها. تستدير وتعود. الأب: شو قلتي يا بنتي؟ سهام: انا آسفة يا بابا.. انا مضطرة أضل عايشة في بيتي. الأم: السبب؟ سهام: انا هلق محتاجة لاستقلاليتي.. فكرة انو انا امرأة مطلقة ما هي على بالي بالمرة.. انا أم وامرأة مثقفة وعم أنشط وأناضل وأشق طريقي وهلق قدامي فرصة غنية لأثبت مقدرتي وامكانياتي في الشغل مع رأفت الشمالي ومع عمار.. اذا رجعت لهون هداك الوقت رح أعيش كامرأة مطلقة عايشة في بيت أهلها ولازم تخضع لشروطن. الأب: شوفي يا بنتي.. انا وأمك مانا متخلفين.. نحن ربيناكي وعنا ثقة كبيرة فيكي. بس انتي كائن ضعيف.. نحن رايدين نساعدك ونوقف جنبك، اذا كنتي معنا هون رح يسهل علينا ندعمك.. رح ندعمك في صراعك مع فيصل لتحتفظي بابنك. هادا أولاً.. تانياً نحن منحبك ومنحب ابنك سامر.. اذا ضلينا انا وأمك على هالحالة بدون انسان نهتم فيه فرح نمرض ونموت.. اذا أجيتي رح نهتم فيكي وخاصة بابنك سامر.. اهتمامنا ورعايتنا إلكن رح يبعدوا عننا المرض. الأم: بعدين يا بنتي هون رح تطمني على ابنك وهادا رح يخلي شغلك أحسن.. ما رح ينشغل بالك على سامر لما بتكوني مشغولة. سهام: ممكن أطلب منكن طلب؟ الأم: طلبي يا بنتي.. سهام: اذا ما في شي تاني مخبينو عني أرجوكن اتركوني أعيش بطريقتي.. تعودت على حياتي في بيتي وعم اندبر حالنا أنا سامر.. الأب: (مضطراً) متل ما بدك. سهام: وبأوعدكن ما أخليكن تشعروا بالوحدة.. - زهير ينظر بصمت في عيني زوجته. تنهض سهام وتأخذ حقيبة يدها. سهام: انا مضطرة أمشي. لازم أقعد شوي مع سامر قبل ما ينام. - قطع - المشهد 42 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام، زهرة - تكة الباب وتدخل سهام الى الصالون بهدوء ويبدو انها كانت تسرع فهي تلهث. معها كيس فيه عشاء جاهز. زهرة جالسة بمفردها تقرأ. تنهض. سهام: نام سامر؟ زهرة: نيمتو. - تحزن سهام فقد فاتها الجلوس مع سامر. سهام: انا آسفة.. نسيت أمسي عليكي. زهرة: مسا النور.. سهام: بس ما يكون نام زعلان.. بريدني أجي دائماً قبل ما ينام حتى أبوسو.. زهرة: لا تهتمي، قريتلو وبستو. سهام: (تضحكان) شكراً يا زهرة. زهرة: انا لازم أمشي. سهام: اذا مالك مستعجلة خليكي نتعشى سوا.. (ترفع لها الكيس) حسبت حسابك. - قطع - المشهد 43 بيت سهام/ المطبخ د/ ل سهام، زهرة - هدوء ويتكلمان بصوت خافت وقد تناولتا العشاء الذي نرى على الطاولة بقاياه. سهام وقد غيرت ثيابها. سهام: سامر بحب باباتو وتأثر كتير من الطلاق. زهرة: وليش اتطلقتوا؟.. كنتوا بتحبوا بعض.. اذا سر فما في ضرورة تحكيلي. سهام: لا سر ولا شي.. فيصل قريبنا من بعيد لبعيد وهو مهندس ناجح وماسك تعهدات كتيرة.. قابلتو عدة مرات في مناسبات عائلية وحبينا بعض واتجوزنا.. بصراحة هو لطيف كتير.. بيربح كتير وبيصرف كتير، ما بعينو شي.. طلب مني أترك الشغل بعد ما ولد سامر فتركتو.. ما حسسني ولا لحظة انو انا محتاجة إلو. زهرة: (باستغراب) طيب ليش اتطلقتوا؟ - تتنهد سهام وهي مطرقة وتعبث بسكين على المائدة. سهام: كان عندي صديقة.. الروح بالروح.. زهرة: آه.. فهمت. سهام: واضحة ما هيك؟ زهرة: خانك مع صديقتك؟ سهام: نعم ستي. زهرة: فظيعة.. وكيف حسيتي عليون؟ سهام: قصة طويلة.. طلبت منو الطلاق فما حسن يفتح تمو.. طلبت منو يضل عندي سامر حتى يدخل الجامعة فوافق.. زهرة: واتجوزوا؟ سهام: هو ونهلة؟ على فكرة اسمها نهلة، رح يتجوزوا عن قريب.. هلق هنن خاطبين.. الله يوفقن.. ما ني سائلة.. بس اللي زاعجني انو رجع عن اتفاقنا.. عم يطالب بسامر. زهرة: بدو ياخد منك سامر؟ لا يا مدام.. اعملي المستحيل، انا نفسي تعلقت فيه.. سهام: هدفو يضغط علي ويشغل بالي لأمر في نفسو.. رح أحارب مشانو.. زهرة: ولسه بتحبيه؟ سهام: لفيصل..؟ أعوذ بالله.. الخيانة قاتلة يا زهرة.. خاصة مع الصديقة الحميمة.. على كل حال انا تجاوزت الأزمة والشغل مع التلفزيون ساعدني على تجاوزها.. ما بقا عندي وقت أفكر باللي صار. - زهرة تمسك بذراع سهام تضامناً ثم تنهض لترحل. زهرة: انا لازم أمشي.. تأخر الوقت. سهام: (تنهض) رح أوصلك. زهرة: ما في ضرورة.. البيت قريب. سهام: ولو.. - تخرجان من المطبخ. - قطع - المشهد 44 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام، سامر صوت كتابة سريعة على لوحة المفاتيح - سهام جالسة امام الكومبيوتر وتكتب نص التقرير حول الطفل أيهم. طبعاً الى جانبها دفتر ملاحظاتها الذي تأخذ منه المعلومات. ظهرها الينا والكاميرا ترصدها عن بعد. هدوء ولا يسمع سوى صوت طقطقة لوحة المفاتيح، بينما الانارة من كلوب ليلي على الطاولة. يمر وقت والكاميرا تقترب منها. فجأة يأتيها صوت سامر فترتعد. سامر: ماما.. - تستدير فقد ارتعبت لأنها كانت غارقة في موضوعها. سهام: آه سامر.. خوفتني. - تنهض اليه وتركع على ركبتيها وتحضنه. سهام: حبيبي سامر.. ليش فقت؟ سامر: إمتى أجيتي؟ سهام: من زمان.. تعشينا أنا وخالة زهرة ووصلتها على بيتها وهلق قاعدة عم أشتغل. بتريد شي؟ سامر: لأ.. بس حسبتك ما رجعتي على البيت ففقت خوفان. سهام: لأ يا ماما.. انا رجعت ودخلت غطيتك.. ياللا نرجع على السرير. سامر: بدي نام جنبك. سهام: تكرم.. ياللا اسبقني لغرفتي.. انا رح طفّي وألحقك. - يبتسم فرحاً ثم يسير مدودخ الى غرفة امه. هي تقف وتمسح جبهتها ثم تطفئ الجهاز وتذهب اليه. - قطع - المشهد 45 السناك بار د/ ل رأفت، عمار، جورج - المكان فيه عدد أقل من الناس والبيانو صامت وأحاديث لطيفة. رأفت وعمار على طاولة وهناك بقايا عشاء يشربان ويتحدثان. عمار: طيب ليش ما بتتجوز؟.. الزوجة أنس. رأفت: أنا بعمري ما تصورت نفسي متجوز.. بحس وكأني بطريقة حياتي وحبي للتلفزيون رح أظلم الإنسانة اللي رح أتجوزها. عمار: مو بس حبك للتلفزيون. رأفت: وللحرية كمان.. الارتباط بالنسبة إلي مشكلة. عمار: أنا رأيي انو أي رجل رح يجي يوم يتمنى فيه يكون متجوز؟ رأفت: لسه ما وصلت لهاليوم. عمار: انت نجم والناس بتحبك، باعتقد هالشي عم يأمنلك الاهتمام الكافي اللي بيطلبو أي رجل. رأفت: قصدك الاهتمام من النساء بشكل عام؟ عمار: تقريباً. رأفت: بصراحة النسوان بينحبوا. - ابتسامة ناعمة وملتزمة. عمار: بس أنا بلاحظ عليك.. كل هالاهتمام من النساء بس ولا وحدة ما حسنت تحرك شي جواتك.. أنا باعتقد أنك مو بس ما بتآمن بالزواج.. ما بتآمن بالحب. رأفت: شو هالاتهام يا عمار؟ عمار: جد عم أحكي معك.. طبعاً شعوري هيك. أنا إلي عينتين وبشوف.. وأنا معك باستمرار.. صداقتك مع أي امرأة ما باتطول يومين تلاتة.. رأفت: أنا مش قصة ما بآمن بالحب.. بس بخاف من تبعات الحب.. لذلك بافرض على نفسي انو ما أحب. النساء فرح الدنيا يا عمار ولكن بدون التزامات.. عمار: انت خوفاً من الزواج حبست قلبك في صندوق فولاذي. طلّع قلبك من الصندوق ولا تخاف.. واذا اتطورت أي علاقة نحو الزواج فهادا شي سليم. رأفت: لا تخوفني. عمار: حقيقي.. انت فوتت على نفسك فرص كتيرة.. أنا صارلي باعرفك خمس سنين وخلالها تعرفت على اجمل النساء ولكنك ابتعدت عنن أو أوحيتلن أنو ما في أمل منك.. لا في الحب ولا في الزواج. رأفت: رح أقولك على شغلة. عمار: تفضل. رأفت: أنا بحب الفن التشكيلي.. ما في معرض بيدعوني على افتتاحو إلا باروح لو.. بس بعمري ما شتريت لوحة. أنا باكره أشتري لوحات فنية وأعلقها على جدران بيتي.. عمار: وبتحب نساء الكون وبتعتبرن فرح الدنيا وما لك رايد تتجوز أي وحدة فيون.. مطابقة لطيفة. رأفت: انت بتفهمني على الطاير. عمار: أنا مساعدك في الشغل يا رأفت.. لازم أكون بافهمك منيح. رأفت: انت أكتر من هيك.. انت لازم توقف قدام الكاميرا.. شو رأيك آخد إجازة هالصيف وأطلع لأوروبا وانت تنوب عني كم حلقة؟ عمار: عم تحكي جد؟ رأفت: ما لاحظت إني عم أحكي بصدق؟ عمار: انت رائع يا رأفت.. ياريت. رأفت: خلص.. رح أسعى آخد إجازة تلات أسابيع وانت رح تنوب عني في تقديم البرنامج.. نحن عم انحضر المواضيع مسبقاً.. بدها شوية براعة في ادارة الحوار وانت مش ناقصتك. عمار: بس ويني أنا ووينك انت؟ الناس بتعبد بسمتك، طريقة كلامك ومناقشاتك.. انت لمّاح وسريع البديهة.. طريقتك في الاصطياد وجرأتك.. عندك مشروعك في ذهنك. رأفت: وانت إلك شخصيتك.. فيك أشياء حتى ما هي موجودة فيني.. انت موضوعي وبتحس بالآخر. عمار: بتعرف انو الناس بتقعد قدام التلفزيون لتشوف برنامج حواري عم يحكي عن أمور ممكن تكون في هاللحظة بعيدة عن اهتماماتها بس لأنو انت رح تطلع على التلفزيون.. الرسائل اللي بتصل للبرنامج اسبوعياً واللي بتحتاج لحمالين حتى يشيلوها كلها بتمجد فيك.. الناس بتعشقك يا رأفت.. ما في أي برنامج منوعات أو برنامج حوارات بيتلقى مديح متل برنامجك.. لذلك يا أخي خليني مساعدك من ورا الكاميرا.. القعود محلك مخيف.. (يضحك رأفت بدون صوت) ما بدي أعمل حلقة وتاني يوم يصلني شوال رسائل عم يسألوا فينو رأفت ويشتموني. رأفت: هادا كلام غير مقنع.. رح آخد إجازة وأنا في الحقيقة محتاجها.. انت بتعرف اني من تلات سنين ما أخدت إجازة طويلة.. إذا سافرت بسافر في الفترة بين الحلقتين.. يعني يومين تلاتة أو أربعة وبأرجع بسرعة قبل موعد بث الحلقة. - يأتي جورج. جورج: اليوم الجو مناسب للأحاديث اللطيفة. بتريدو شي قبل ما أسكر البار. رأفت: سلامتك يا جورج.. ونحن لازم نمشي (لعمار) والا كيف يا عمار؟ عمار: لازم نمشي (ينظر في ساعته) أوف.. الساعة تنتين. - ينهضان. جورج: فين؟ ما كان قصدي أطفشكن. - يضحكون ويسلمون ويرحل رأفت وعمار. - قطع - المشهد 46 الشارع/ خارج السناك بار خ/ ل رأفت، عمار - يتجهان صوب سيارة رأفت. رأفت: بتعرف.. أنا دوخان شوي. عمار: لا تقولها. رأفت: خود المفاتيح.. سوق انت. - عمار يأخذ منه المفاتيح فيركبان ويسوق عمار ورأفت إلى جانبه. - قطع - المشهد 47 السيارة/ امام بيت رأفت د- خ/ ل رأفت، عمار - تأتي السيارة وتقف امام البناية. - نحن في داخلها. عمار: منيح هون وقفتها؟ رأفت: وانت كيف بدك تروح لبيتك؟ عمار: رح آخد تاكسي.. ماخرج أخبر لمرتي تجي تاخدني. رأفت: أي تاكسي في هالوقت؟ بيتك في الضاحية.. خليني أنزل وانت خود السيارة.. بكرا عنا شغل سوا، رح تخبرني وتعدي علي.. منيح؟ عمار: متل ما بدك. رأفت: تصبح على خير. عمار: وانت بخير. - ينزل رأفت. الكاميرا على الرصيف: عمار يسوق وتبتعد السيارة. رأفت يدخل بنايته. - قطع - المشهد 48 بيت رأفت/ الصالون – الحمام – غرفة النوم د/ ل رأفت - (الكاميرا سوف ترصد وحدته في بيته) يدخل رأفت ويطبق الباب ويشعل الانارة ويدخل الصالون وهو يخلع جاكيته ويضعه كيفما كان. ثم يبدأ بفك ربطة عنقه ويمشي نحو الحمام فنتبعه. - في الحمام ينظر إلى وجهه في المرآة ثم يغسل وجهه وينشفه وهو يخرج. - نتبعه إلى غرفة النوم. يدخلها. - يخلع قميصه وحذاءه ويفك أزرار قميصه. يضع موبايله في الشاحن على الكوميدينة بجانب رأسه ثم يستلقي على السرير مسنداً ظهره إلى مقدمة السرير ونراه شارد الذهن. - قطع - المشهد 49 بيت سهام/ غرفة النوم د/ ل سهام، سامر - نائمان بطريقة حميمة. - قطع - المشهد 50 سيارة رأفت د-خ/ ل عمار موسيقى جاز ليلية مناسبة من الراديو - عمار يسوق وهو مرتاح وينقر بأصابعه على المقود حسب الموسيقى. - فجأة ينتبه عمار إلى كلب جالس في منتصف الطريق. يحاول تفاديه ولكنه ينحرف عن الطريق ويفقد السيطرة على السيارة فتتجه نحو شجرة أو مجموعة أشجار أو تسقط في منحدر. أصوات اصطدام وتحطم وزمور السيارةطوال اللقطة - الكاميرا خارج السيارة. تقترب من مكان السيارة وشيئاً فشيئاً تظهر لنا السيارة وهي محطمة إثر اصطدامها ورأس عمار المدمى على المقود. - قطع - المشهد 51 بيت رأفت/ غرفة النوم د/ ل رأفت - انه نائم كما تركناه ببنطلونه وقميصه مفكوك الأزرار ومستنداً إلى مقدمة السرير. نقترب منه بزوم بطيء. رجفة بسيطة. - قطع - المشهد: 52 بيت رأفت/ غرفة النوم د/ ن رأفت (يوم جديد) - الكاميرا ثابتة على وجهه كما في المشهد السابق بينما الاضاءة تتبدل لتتحول إلى ضوء النهار. يبدأ رنين الموبايل الموضوع إلى جانبه بشكل متواصل - يمر وقت قبل ان يستيقظ ويمد يده دون أن يفتح عينيه ويلتقط الموبايل. رأفت: (قبل أن يستيقظ بشكل تام) أيوه؟ - يستمع إلى المتكلم، فيفتح عينيه لأنه تلقى خبراً فظيعاً. - قطع - المشهد: 53 حرم المستشفى خ/ ن رأفت، جميل، مساعدة - سيارة تكسي تدخل حرم المستشفى وفيها رأفت جالساً إلى جانب السائق. عندما تصل السيارة قرب مدخل البناء ينزل رأفت مسرعاً وهو مروع بسبب ماحدث لعمار. قرب الباب نرى جميل وفتاة من مساعدات الانتاج في انتظاره. رأفت: خبروني.. كيف الوضع؟ جميل: (سيقول خبراً سيئاً) البقية في حياتك. - هنا يصدم رأفت فيستدير ويستند بيديه على الإفريز ويطرق رأسه أو يكتفي بالاستدارة ليخفي ألمه ويضبط أعصابه. المساعدة تلمس كتفه برفق. المساعدة: الأحسن نطلع.. الكل هنيك. - يتحرك معهما وكأنه رضخ لاقتراحها. رأفت: كيفها زوجتو؟ - تهز رأسها بطريقة يفهم منها أن وضعها سيء جدا جدا. يدخلون المبنى. - قطع - المشهد: 54 داخل المستشفى د/ ن رأفت، جميل، المساعدة، عابد و(الكثير من اسرة البرنامج)، زوجة رأفت، ولد، بنت - رأفت يأتي في الممر وإلى جانبه وخلفه قليلاً جميل ومساعدة الانتاج. - نرى كيف ان بعضاً ممن عرفناهم يعملون مع رأفت جالسين أو واقفين بجانب احدى الغرف ويبدو ان الموت قد آلمهم. هناك زوجته وولد وبنت وهما ابناؤه. الزوجة في حالة يرثى لها والأصدقاء والأقرباء يحيطون بها. - عندما يصل اليهم رأفت ينهضون بكسل. رأفت يتجه فوراً إلى الزوجة وأقرباء عمار. يتجمعون حوله. الزوجة: آه.. شفت شو صار يا رأفت؟ رأفت: البقية في حياتك.. اللي صار فظيع.. فظيع كتير؟ - تكاد تقول شيئاً ولكنها تنهار فيمسكون بها لكي لا تسقط عن المقعد. في هذه اللحظة ينفتح باب ويخرج حامل وعليه الجثة مغطاة بشرشف أبيض يدفعها عمال المستشفى. - اهتمام الجميع ينصب على الجثة. رأفت ينهض الزوجة ليسيروا ونراها بالكاد تستطيع السير بينما الطفلان يبكيان فيبكي البعض أيضاً. - قطع - المشهد: 55 مكتب المحامي د/ ن المحامي عبد الستار، سهام، فيصل - المحامي وسهام جالسان في غرفة المكتب. المحامي: خليكي هادية أرجوكي.. أنا هلق واسطة خير ولازم تثقي فيي.. كوني هادية ولا تحكي كتير.. خليه يحكي اللي بدو ياه حتى يقول كل اللي في قلبو. سهام: أثق فيك استاذ؟ المحامي: أكيد لازم تثقي.. لسه ما كلفني كمحامي في هالموضوع. - نقرة على الباب ويدخل فيصل وهو رجل وسيم وله حضور قوي ونزق ويفرض نفسه بفظاظة. فيصل: صباح الخير. - ينهض المحامي للسلام عليه بينما تظل سهام جالسة. يصافحهما. المحامي: ستريح يا فيصل. فيصل: (وهو يجلس) كيفك سهام؟ سهام: ماشي الحال. المحامي: نحن هلق أصدقاء قدماء مش أزواج سابقين.. رح نحل الموضوع حبياً وما في ضرورة لأي دعوة تنرفع.. كل واحد بيناتكن معو حق.. رح نحكي ونفهم وبعدين نتفق. واللي رح نتفق عليه رح انفذو.. موافقين؟ فيصل: موافق. - سهام تكتفي بهز رأسها موافقة. المحامي: تفضل يا فيصل. فيصل: بدي ابني يعيش معي. - يصمت ولكن سهام تظل صامتة تنتظر ليكمل.. هو ينظر اليها يحسب أنها ستتكلم. المحامي: وشو السبب؟ فيصل: ابني. المحامي: في سبب تاني؟ فيصل: ليش أنت عم تسأل..؟ خلينا نسمع صوت سهام. سهام: رح أحكي.. بس أنت كمل.. المحامي: في سبب تاني؟ فيصل: عندي شعور انو سامر مهمل لأنو أمو مشغولة كتير. المحامي: في أسباب تانية؟ فيصل: لأ.. (يحول نظره إلى سهام) المحامي: شو رأيك مدام؟ سهام: سامر ابني أنا كمان وهو لساتو طفل.. وهادا حقي القانوني وكان اتفاقنا وقت الانفصال انو يضل عندي وأنت وقعت.. إذا كان على موضوع الشغل وأنت كمان بتشتغل.. أنت بعمرك مش رح تترك شغلك وتركض لتلحق وقت وصولو من المدرسة.. توقف على الرصيف تستنى الأوتوكار لبين ما يصل.. بعدين أنا أمو وحضرتك مفكر تتجوز.. مرت الأب متل ما بعرف غير الأم. - تصمت سهام فينقل المحامي نظره نحو فيصل ينتظره ليتكلم. فيصل: إنتي أمو يا سهام بس أنا أبوه.. ومين قال مش رح أترك شغلي لحتى استقبلو على الرصيف؟ هاي افتراضات مو صحيحة. سهام: أكيد رح توصي حدا يقوم بهالمهمة عنك. فيصل: متل ما عم تساوي انتي؟ سهام: شو عم ساوي؟ فيصل: موظفة وحدة تقعد عندو لأنك طول النهار مش موجودة في البيت؟ سهام: زهرة أحسن من أي معلمة.. بتهتم فيه من الحمام للأكل لكتابة وظايفو ودرس دروسو.. عم تعلمو الرسم. فيصل: معي مصاري أوظف أحسن وحدة في البلد.. باعتقد معي مصاري أكتر منك. سهام: (بسخرية مبطنة) يخليلك ياهن. - يبتسم المحامي ويبادر فوراً. المحامي: خلونا في الجد يا جماعة. سهام: أنا جادة. فيصل: وأنا جاد. سهام: شوف يا فيصل.. أنت ونهلة رح تتجوزوا.. أكيد رح اتجيبلك ولد.. بينما أنا عايشة مشان سامر. فيصل: ما مفكرة تتجوزي؟ سهام: لأ.. عندي سامر والله مكفيني. فيصل: ومين قال إني رح أتجوز؟ - هنا كلام جديد.. مفاجئ وغير مفهوم تعبر عن ذلك سهام بتعابير وجهها المتسائلة. فيصل: لا تستغربي.. سهام: مش رح تتجوز؟.. ونهلة؟ فيصل: تركنا بعض. - تكاد سهام تقول شيئاً ولكن يرن موبايل فيصل فتصمت سهام وتحول نظرها بينما هو يخرج موبايله. المحامي ينظر إلى سهام فتلتقي نظراته بنظرات سهام فتهز رأسها بأنها فهمت شيئاً. فيصل: (في الموبايل) أيوه يا ماما؟ (يستمع وتتغير تعابير وجهه فهناك خبر مفاجئ) إمتى؟.. يا لطيف.. - عند كلمة يا لطيف تنظر سهام إلى فيصل. فيصل: طيب يا ماما.. رح شوف. - يقفل الموبايل ويعيده إلى جيبه. يظل ثانية مطرقاً ثم يرفع عينيه إلى سهام. فيصل: عمار. سهام: شو بو؟ فيصل: قتل في حادث سيارة. - سهام مروعة. كأنها تمنع صرخة. - قطع - المشهد: 56 شارع في الضاحية خ/ ن سهام، - سهام تنزل من سيارة تكسي وتدخل (وهي تخرج من محفظتها شالاً وتبدأ بوضعه على رأسها) في مدخل البناية التي يقع فيها بيت عمار ونرى بعض الشبان يعلقون شريطاً من المصابيح الكهربائية. نتحول إلى شاب يلصق نعوة. - قطع - المشهد: 57 مدخل وداخل بيت عمار د/ ن سهام، زوجة عمار، ناهد، رولى، شذى، بعض المساعدات - تصعد سهام الدرجات الأخيرة لتصل إلى باب بيت عمار المفتوح فتدخل سهام وقد وضعت على رأسها الشال. سهام دائماً مستعجلة. - سهام الآن تحتضن زوجة عمار التي ترتدي السواد وتذرف الدموع. هناك مجموعة من النساء من الأقارب وبعض المساعدات والفنيات من التلفزيون. سهام: فظاعة.. شي ما بيتصدق. الزوجة: رح موت يا سهام.. رح موت. سهام: قلبي معك.. حاولي تهدي حالك. - تفترقان فتعود الزوجة للجلوس وتجلس سهام وتمسح عينيها بمنديل فهي تذرف الدموع أيضاً. - قطع - المشهد: 58 سيارة عابد خ/ د/ ن رأفت، عابد - لقطة خارجية لعجلة السيارة الأمامية وهي تسابق الريح، ترتفع الكاميرا فنشاهد رأفت جالساً قرب النافذة. - داخل السيارة: عابد يسوق بينما رأفت إلى جانبه ويجلس جميل في الخلف. إنهم عائدون من الدفن. جميل: (لرأفت) شو قررت استاذ رأفت؟ عابد: رأيي نأجل حلقة أسبوع القادم. رأفت: طبعاً رح نأجل.. جميل: خبروني انو الدكتور طلب اذاعة الخبر بطريقة ما. رأفت: حضروا اعلان لتأجيل الحلقة قبل يومين من موعدها وقولوا السبب. عابد: خلوها علي. جميل: شو رأيكن نروح على المحطة ونقعد انفكر في الموضوع؟ رأفت: شو بدها تفكير..؟ هلق ما عم أحسن أفكر بأي شي تاني.. (لعابد) وصلني على البيت من فضلك. عابد: حاول ما تقعد لحالك. - رأفت يهز رأسه ونحن نعلم أنه لن يستمع إلى النصيحة. جميل: تعالوا نروح لعندي على البيت. - قطع - المشهد: 59 امام بناية رأفت خ/ ن رأفت، عابد، جميل - سيارة عابد تتوقف وينزل منها رأفت ويبتعد دون أن يلتفت. جميل ينزل ويأتي ليجلس إلى جانب عابد. بعد أن يجلس وقبل أن يغلق الباب ينظران ملياً إلى رأفت المبتعد والذي يدخل في بنايته. جميل يغلق باب السيارة وتنطلق بهما. - قطع - المشهد: 60 بيت رأفت د/ ن رأفت، اللفاية - يدخل رأفت وهو محبط ويلقي علاقة المفاتيح على الكونسول ثم يخلع سترته، وبينما يفك عقدة ربطة العنق تأتي اللفاية من المطبخ. اللفاية: خير يا أستاذ فايق اليوم بكير.. أعملك الغدا قبل ما أروح؟ رأفت: لأ يا حجة.. يعطيكي العافية. - هي مستغربة وضعه النفسي ولكنه يغلق الباب قبل أن تستدير لترحل. - يسقط نفسه على مقعد. يجمع رأسه بين يديه. تظل الكاميرا ترصده وهو لا يأتي بأي حركة. فجأة يبدأ بالاهتزاز فنعرف بأنه يبكي صديقه وزميله الذي أحبه. - قطع - المشهد: 61 بيت سهام/ الصالون د/ ن سهام، سامر - سهام جالسة امام الكومبيوتر بينما سامر يكتب واجباته المدرسية إلى جانبها (اعتادت ان تضع نظارات طبية حين تكتب أو تقرأ). نرى أن هناك نصاً غير مكتمل على الشاشة. انها لا تكتب بل مجرد تنظر إلى النص. تتطلع إلى دفتر ابنها. سهام: ما بصير تكتب هيك كلمة أَكَلَ.. سامر: كل واحد بياكل اللي بحبو. سهام: (تبتسم رغم حزنها) وشو علاقة الأكل بكلمة أكل؟ سامر: لكان ليه عم يعلمونا هالكلمة؟ سهام: طيب.. اكتبها متل ما بدك. سامر: أنا بحب أكتب كلمة شَرِبَ. - تميل عليه وتقبله بسبب اعجابها بمنطقه. سامر: وانتي ليه ما عم تكتبي؟ ( يشير الى الكومبيوتر) سهام: وشو لزمة الكتابة بعد ماراح عمو عمار؟ سامر: ليه وين راح..؟ - تنهض وهي متشائمة. سهام: كمل وظيفتك حتى أسمحلك تقعد تلعب بالكومبيوتر. - ينكب على الكتابة. هي تذهب إلى النافذة وتقف هناك لتنظر الى الخارج وهي تتأمل. بيدها منديل ورقي تمسح به انفها لأنها شعرت بالحاجة للبكاء. - قطع - المشهد: 62 بيت رأفت د/ ن رأفت، المدير (يوم جديد) - جرس الباب يرن. فترة ثم نرى رأفت قادماً من غرفة النوم لكي يفتح. نلاحظ أنه قد مضى عليه أربع وعشرين ساعة لم يخرج خلالها من المنزل. ذقنه مهملة. لا يسأل عن القادم بل يفتح فوراً فيدخل مدير القناة الأولى. رأفت: أهلاً دكتور. الدكتور: شو هاد يا رأفت؟ ضل بالي عندك.. تلفونك مفصول وموبايلك مغلق. رأفت: ستريح لأغسل وبعدين منحكي. الدكتور: أقعد شوي.. أنا ماني مطول (يجلسان) البقية في حياتك. رأفت: تسلم. الدكتور: توقعتك تنزل البارحة المسا على التلفزيون لحتى ندرس الموضوع. رأفت: أي موضوع؟ الدكتور: غياب عمار.. شو ناوي تعمل؟ رأفت: ما بعرف.. بكير علي لسه دكتور.. كل اللي وعيان إلو هلق إني فقدت صديق عزيز. الدكتور: حقك.. أنا رحت البارحة بعد نشرة الأخبار وعزيت.. خسارة يموت عمار. رأفت: نصيب. الدكتور: ما قلتلي.. شو ناوي تعمل؟ رأفت: ما شفت عابد وجميل؟ الدكتور: ما شفت حدا لسه. رأفت: رح يعملوا إعلان بإلغاء الحلقة القادمة. الدكتور: معك حق.. (فترة صمت) شو رأيك نعيد بث حلقة من الحلقات الماضية؟ رأفت: فكرة. الدكتور: شوف أنت أي حلقة وخبر جماعتك. خلال البث حطوا اشارة سودة.. اليوم نشرت الصحف خبر الحادث ووفاة عمار. - يهز رأفت رأسه وكأنه يعلم. ينهض الدكتور ليرحل. الدكتور: أنا مضطر أمشي.. شو رايك تنزل للمحطة.. يعني.. مشان تغير شكل وتفكر شو رح تعمل ومين هو البديل. رأفت: رح أحاول. الدكتور: على فكرة.. الوزير فرزلك سيارة تانية. - قطع - المشهد: 63 مدخل التلفزيون خ/ ل رأفت، موظف (محمد) - تتوقف سيارة تكسي وينزل منها رأفت ثم يدخل إلى حرم المحطة ويسير فيه وقد حلق ذقنه واصلح حاله. - يراه موظف اسمه محمد فيلحق به. محمد: استاذ رأفت.. استأذ رأفت. رأفت: (يتوقف) شو يا محمد؟ محمد: البقية في حياتك استاذ رأفت.. رأفت: تسلم.. وحياتك انشا الله. محمد: خسارة إلنا كلتنا. رأفت: إي والله.. محمد: السيد الوزير بعتلك هالسيارة. - محمد يشير إلى سيارة مرسيدس حديثة. يتمعنها رأفت من مكانه. تنمد له يد محمد بمفاتيح السيارة. محمد: مبروكة. رأفت: (بعد فترة تأمل للسيارة) برأيك هاي رح ترجعنّا الاستاذ عمار؟ - يمد محمد يديه تعبيراً عن استحالة ذلك فيلمس ذراعه ويبتعد رأفت. - قطع - المشهد: 64 القناة الأولى/ الممر وغرفة انتاج البرنامج د/ ل رأفت، رولى - يخرج رأفت من المصعد ويسلم على المنتظرين الذين يتلفتون نحوه ويتهامسون وهو يبتعد. - يسير في الممر متوحداً حتى يصل إلى باب إحدى الغرف فينقر عليه ويفتحه. خلال سيره يمر بعدة غرف أو قاعات مفتوحة الباب وفيها أجهزة تلفزيون تعمل. - يمر على غرفة انتاج برنامجه ويفتح بابها فنرى رولى جالسة تعمل. عندما تراه تنهض متفاجئة. رولى: استاذ رأفت.. البقية في حياتك.. - يهز لها رأسه مع ابتسامة مجاملة ويعيد إغلاق الباب. - نظل مع رولى داخل الغرفة. تزفر بشكل لطيف لتزيل أثر المفاجأة ثم تجلس وتعود للعمل. - رأفت يفتح غرفته بالمفتاح ثم يدخل. - قطع - المشهد: 65 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام - تكبس ازرار هاتفها الأرضي وبيدها أوراق والتي هي نص ريبورتاجها الذي كانت تعمل فيه بتكليف من عمار. يأتيها الرد. سهام: مسا الخير.. انا اللي اتصلت اليوم عم تسأل عن الأستاذ رأفت.. في إمكانية تعطيني رقم موبايله حتى أحكي معو.. الشغلة ضرورية كتير.. عفواً؟.. (يبدو ان الشخص طلب منها شرحاً ) انا كنت مكلفة من الاستاذ عمار الله يرحمو بشغلة صغيرة لصالح برنامج الاستاذ رأفت.. رايدة أسأل الاستاذ رأفت شو أعمل بالشي اللي عملتو ( تحرك الأوراق التي بيدها) - قطع - المشهد: 66 القناة الأولى/ مقسم الهاتف د/ ل موظف المقسم - نرى موظف المقسم الذي يتحدث مع سهام. الموظف: والله يا مدام ما باعرف رقم موبايله وحتى لو باعرفو ممنوع علينا نعطيه لحدا.. على كل حال هو موجود هلق في مكتبو.. طلب منا ما نحول له أي مخابرة من برا.. (يأخذ جانب التواطؤ مع سهام) اذا بدك ممكن تجي وتشوفيه شخصياً.. نعم، هو في مكتبو. - قطع - المشهد: 67 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام - انها متأهبة وبيدها سماعة الهاتف. سهام: طيب أنا جاية.. شكراً جزيلاً. - تضع السماعة وتسرع.. ترتبك في البداية وتتساءل إذا كان عليها أن تغير ثيابها ثم تهرع إلى جهة غرف النوم. نتبعها وهي تسرع. تصل إلى غرفة نوم سامر فتفتحه بهدوء فتراه نائماً. تغلق الباب وتتجه إلى غرفة نومها. - قطع - المشهد: 68 القناة الأولى/ الممر د/ ل سهام - تأتي سهام وهي تبحث عن غرفة رأفت من اللوحات الموجودة قرب كل باب. بيدها ظرف كبير يتسع لأوراق دون ثني. - قطع - المشهد: 69 القناة الأولى/ مكتب رأفت د/ ل رأفت، سهام - رأفت جالس على رأس طاولة الاجتماعات وحيداً وأمامه مصنفان بجانب بعضهما البعض كتب على الأول "رأفت" أما الثاني فكتب "عمار". انه يفكر دون أن يفتح المصنفين. نراه متأثراً ودون همة للعمل ويكفي أنه يفكر وهو ينظر إلى الأسفل وذقنه تقريباً على صدره. - يقرع الباب ولكنه لا يجيب فيقرع مرة ثانية فيرفع رأسه. رأفت: تفضل.. - ينفتح الباب وتطل سهام وهي خجلى ومترددة ومحرجة. سهام: بتسمح استاذ رأفت؟.. - رأفت لم يعرفها بل وبسبب انشغال ذهنه يستغرب وجودها. رأفت: مين حضرتك؟ سهام: (تكاد تتأتئ) أنا سهام البنا.. طلب مني المرحوم الاستاذ عمار أحضر ريبورتاج عن.. - يشير بيده إلى كرسي في الطرف الآخر والقريب منها من الطاولة. فتغلق الباب وتأتي وتجلس. تضع الظرف على الطاولة. رأفت: أنا آسف مدام.. ما عرفتك في الأول.. سهام: أنا آسفة لأنو أجيت بوقت غير مناسب.. بس كنت متصورة انو حضرتك.. محتاج يعني لــ .. رأفت: محتاج لشو؟ سهام: نص الريبورتاج اللي طلبه مني المرحوم قبل الحادث عن الطفل اللي انضرب في المدرسة وحصل معو ارتجاج دماغ. - يمد يده فتناوله الظرف. يخرج الأوراق ويبدأ بقراءتها. أما سهام (وهذا مهم للغاية) فهي تنظر اليه بفضول شديد وبترقب. انها كما نلاحظ ضعيفة في حضوره بسبب مكانته ووسامته. - انه يقرأ بتمعن ويقلب الأوراق ثم ينتقل إلى آخر ورقة وينتهي. ينظر اليها فيراها تنظر اليه كما وصفنا ولكنها تبعد عينيها وكأنه ضبطها. رأفت: النص منيح.. - ترتاح سهام وتشع عيناها. سهام: الحمد لله عجبك. رأفت: شغلك كويس يا مدام.. (نسي اسمها) سهام: سهام.. سهام البنا. رأفت: آسف.. شغلك كويس مدام سهام.. والتقرير اللي عملتيه للحلقة الماضية كان حلو وحبيناه.. حتى طلبت من عمار انو يضل يتعاون معك. سهام: خبرني الله يرحمو.. انو.. رأفت: بسبب الحادث رح نلغي حلقة الاسبوع ونستعيض عنها بإعادة عرض حلقة قديمة.. يوم الخميس الجاي رح تجتمع اسرة البرنامج.. الاجتماع كان لازم يصير اليوم بس.. المهم، عندك مانع تحضري الاجتماع؟ سهام: أبداً ما عندي مانع.. رأفت: ممكن تتركي معي رقم هاتفك.. ما في حدا من المساعدين ياخدو منك. سهام: طبعاً.. - بكل حماس تخرج من حقيبتها النسوية كرت وتقدمه له. يقرأه. رأفت: ليسانس فلسفة وعلم نفس؟ سهام: نعم. رأفت: تشرفنا انشا الله رح نتعاون مع بعض (يمد يده بالأوراق) عندك نسخة تانية؟ سهام: عندي في الكومبيوتر.. هدول إلكن استاذ.. الرجل: منيح (يعيد الأوراق الى الطاولة) رح يخبروكي عن موعد الاجتماع (يصافحها) أكيد رح يكون الصبح.. قصدي قبل الضهر. سهام: أوكيه.. شكراً.. تصبح على خير. - وكأنها احمر وجهها من سعادتها. يوقفها قبل ان تصل إلى الباب. رأفت: على كل حال إذا كان في شي كمان لازم تعمليه (يشير إلى الأوراق) فاستمري. سهام: أوكيه.. تصبح على خير. رأفت: وانتي. - تخرج سهام وتغلق الباب، نراها تنظر إلى الداخل بلمحة سريعة. - نعود إلى رأفت الذي يرمي الكرت على المصنف باهمال. - قطع - المشهد: 70 القناة الأولى/ بهو المبنى د/ ل سهام، موظف المقسم - تخرج من المصعد وتتجه نحو الخارج، ينظر اليها موظف المقسم الذي يقف هناك. يبدو انه عرفها. تصل إلى جانبه. الموظف: حضرتك اللي خبرتي مشان الاستاذ رأفت. سهام: أنت موظف المقسم؟.. أنا كتير متشكرتك.. كتير كتير. الموظف: معناها مشي الحال. سهام: مشي تمام.. الموظف: موفقة انشا الله. سهام: شكراً.. تصبح على خير. - تبتعد وهي سعيدة. - قطع - المشهد: 71 سناك بار د/ ل رأفت، جورج، حنان، حسناء - ينفتح الباب ويدخل رأفت ويقترب من جورج الذي يهتم به فوراً. الشاب يعزف على البيانو والجو رائع. جورج: مسيو رأفت.. رأفت: مرحبا جورج.. (يجلس على البار) جورج: تعيش انت. رأفت: تسلم. جورج: قالولي انو بعد ماطلعتوا من هون. رأفت: صحيح. جورج: يا لطيف.. شوف الحظ.. انا مقدر خسارتك مسيو رأفت. رأفت: انا لسه مالي فايق من الصدمة.. كان إلو محل كبير في نفسي كصديق وزميل شغل. - ينظر الى الطاولات فيجد حنان مع حسناء تلك التي أتت اليه مرة ودعته للجلوس على طاولتهن. تشير له حنان فيحييها بيده بدون حماس. جورج: (يهمس له) شو رأيك تستجيب لهالدعوة؟ رأفت: ما إلي خلق. جورج: لو كنت مكانك كنت رحت وقعدت.. حنان ورفيقتها لطيفات. رح يساعدوك تنسى. رأفت: بالعكس، بدي مين يشاركني بحزني على عمار. - نرى حنان تأتي الى رأفت الذي عن قصد يظل مطأطئاً. جورج: جاييتك.. رأفت: شفتها. حنان: مسا الخير استاذ رأفت.. رأفت: أهلين حنان. حنان: تفضل قعود معنا، والا...؟؟ رأفت: تسلمي.. انا مهموم وحزين، خايف أصيبكن بالعدوى. حنان: (تبتسم بدلال) معقولة يا استاذ؟... - قطع - المشهد: 72 الشارع امام السناك بار خ/ ل شاب، فتاة - واجهة السناك بار. يأتي شاب وفتاة متحابين. يتوقفان ويسترقان النظر من الخارج الى داخل البار. الشاب: شو رأيك ندخل نشرب قهوة؟ الفتاة: المحل غالي كتير. الشاب: ما بيغلى عليكي شي. - تنظر اليه الفتاة بحب. الفتاة: خبي مصاريك لشي أهم. الشاب: في أهم من انو نقعد في هيك محل انا وانتي واسمعك أشعاري اللي كتبتن عن عيونك على أنغام البيانو؟ الفتاة: بفضل تسمعني ياهن ونحن قاعدين في أحضان الطبيعة. (تمسك بيده وتجره) يا اللا نمشي يا طفشوري. - يبتعدان كتفاً بكتف. - قطع - المشهد: 73 السناك بار د/ ل رأفت، حنان، حسناء، جورج - رأفت الآن جالس مع المرأتين والكرسون يصب له مشروباً. حنان: قول لنا بقا بليز.. ليه انت مهموم وحزين؟ حسناء: لا يا استاذ رأفت.. ما في ضرورة اذا ما كنت مستعد تحكي.. حنان حشرية شوية. حنان: كل ما هنالك رايدتو يفضفض.. حرام عليكي. رأفت: انا فعلاً مش رايد أحكي.. انتو احكوا. حسناء: صح، خلونا نبعد عن الهموم والأحزان.. اسمعوا هالنكتة.. وصلني اليوم ايميل من واحد صديق حمصي.. عبقول لي فيها انو باعتلي فيروس هو صانعو.. قال شو، بما انو هو ما كتير بيفهم بالبرمجة فما حسن يصنع فيروس يمحي لي كل الفايلات عندي في الكومبيوتر.. لذلك عم يطلب مني اساعدو وأمحي الفايلات بنفسي. - يضحكون. رأفت مجرد يبتسم. المرأتان تضحكان بصوت عال فتستدير الناس. - جورج ينتبه اليهم بسعادة. - رأفت يخاف ان يضحك بسبب ضحكهما فيجاهد ألا يضحك ويعقد حاجبيه. رأفت: ما معكن حق تخلونا نضحك بهالشكل.. اكراماً لصديقي على الأقل. حنان: مين صديقك يا رأفت؟ رأفت: توفى صديق عزيز علي كتير. حنان: (تلمس يده بود مصطنع) البقية في حياتك يا عمري. حسناء: العمر إلك استاذ رأفت. رأفت: (لحنان) شو قصة عمري هاي؟ حنان: (مازحة) خلص يا رأفت.. الناس كلن صاروا يعرفوا.. اعترف بقا بصوت مسموع انا منحب بعض. رأفت: شا يفة يا حسناء شو صاير؟ حسناء: حنان رايدة اتطالعك من جو الكآبة. رأفت: أكيد. حنان: وقفوا يا جماعة.. انا عم أعبر عن أحلامي.. حرام يعني الوحدة تحلم؟ رأفت: أبداً.. احلمي. حنان: انا.. عم أحلم.. انك صرت تحبني. رأفت: أضغاث أحلام. - يضحكون بشكل رشيق. حنان: خلص استاذ رأفت.. بطلت أحلم، بس انا سعيدة انا خليناك تطلع من الحالة اللي كنت فيها. رأفت: يا جماعة.. اللي مات بكون إيدي اليمين في الشو تبعي.. وانا ضايع.. خايف ليتعطل شغلي.. كان الله يرحمو متكلف بتجهيز المواد والسيناريو لكل حلقة.. كان مريحني تماماً وفي ليلة الحادث كنا هون عم نحكي كيف رايدو يحل محلي قدام الكاميرا حتى أحسن آخد اجازة طويلة. - يصمتون تأثراً. حسناء تعاود مزاحها. حسناء: يعني راحت على حنان؟ رأفت: كيف يعني؟ حسناء: كنت واعدها تحضر تتفرج على الشو تبعك. - ينظر الى حنان فيراها تبتسم له. حنان: شو؟ رأفت: بوعدك تحضري.. هيك أحلام بتتحقق بسهولة. - قطع - المشهد: 74 الشارع/ امام بناية سهام خ/ ن سهام، فيصل (يوم جديد) - الكاميرا في المقعد الأمامي لسيارة متوقفة بجانب الرصيف وترصد مدخل بناية سهام. لانعرف لمن تعود السيارة. فترة وتخرج سهام وهي مسرعة وتقترب من الاسفلت حاملة حقيبتها ومجموعة من الأوراق. تشير لسيارات التكسي فتتحرك سيارتنا وتقترب من سهام التي لا تراها. - تتوقف السيارة قربها فتتفاجأ سهام بها. - نرى الآن أن من يقود السيارة هو فيصل طليق سهام. ينزل نافذة السيارة التي في الطرف الآخر ويقرب جذعه. فيصل: طلعي أوصلك. سهام: لا، شكراً.. فيصل: طلعي بلا مسخرة.. لاتخلي العالم يشتلقوا علينا. - أخيراً تركب سهام فتنطلق بها السيارة. - قطع - المشهد: 75 في سيارة فيصل خ/ ن سهام، فيصل - السيارة من النوع الفاخر وموديل حديث. سهام جالسة بشكل مستقيم بصمت وان تطلعت فإنها تتطلع بطرف عينها. فيصل: وين رايحة لحتى أوصلك؟ سهام: نزلني في وسط البلد. فيصل: انتي حرة تروحي محل مابدك.. رح انزلك وسط البلد. (بعد فترة صمت) أنا رايد أحكي معك.. طبعاً إذا عندك فرصة نص ساعة نشرب فيها قهوة. سهام: آسفة، ما عندي. فيصل: نص ساعة.. سهام: جد ماعندي. - قطع - المشهد: 76 مقهى عائلي د/ ن سهام، فيصل - نرصد كرسوناً يأتي بفنجاني قهوة ومشروب سوفت فيصل إلى طاولة عليها سهام وفيصل فيضع المشروبات ويبتعد. لم يكن لديها وقت ولكن يبدو انها سايرته فنحن نراها غير مرتاحة وتسترق النظر مرة أو مرتين إلى ساعتها. فيصل: كيفو سامر؟ سهام: منيح. فيصل: تفضلي القهوة. سهام: ماني مشتهية.. ياللا.. احكي. فيصل: أنا ونهلة مابقينا نتجوز. سهام: هادا هو الموضوع اللي كنت رايد تحكيه معي؟ فيصل: نعم. سهام: قلتلي ياه هداك اليوم عند المحامي... على كل حال انتو حرين. فيصل: بس في شي ما قلتلك ياه لسه. سهام: قلتلي ياه. فيصل: (يبتسم لجديتها المصطنعة) شو كان؟ سهام: انو بدك تاخد مني سامر. فيصل: برافو عليكي.. بدي سامر. سهام: شوف يا فيصل.. أنا مارح أسمحلك تاخده مني.. إذا بدك ترفع دعوى قضائية ارفع.. لا تحسب إني مقصوصة الجناحين.. وأنا كمان باحسن أطير.. رح أواجهك في المحكمة بكل قوتي.. بس أنا طلبت نتفاهم بالتي هي أحسن والمحامي تبعك الاستاذ عبد الستار رحب بموقفي هاد.. أنا مستعدة للتفاهم بس مو من موقع ضعف.. أرجوك أفهم هالشي.. حكى معك عمار قبل ما يتوفى؟ فيصل: لأ، ما حكى.. شو كان رايد يحكي؟ سهام: نفس الكلام.. التفاهم. فيصل: منيح ما حكى لأنيني كنت رح أخجلو. سهام: (تغلي في داخلها) معناها رايد نتقابل في المحاكم؟ فيصل: لأ.. - هنا تكاد تفقد أعصابها. تهمس وكأنها تصرخ. سهام: لكان شو بدك؟ فيصل: بدي نرجع. سهام: شو؟ فيصل: نرجع نتجوز.. رح ننزل للمحكمة ولكن مشان نتجوز من أول لجديد وسامر رح تاخديه انتي وآخدو أنا.. ناخدو تنيناتنا. - تدفع كرسيها بحركة واحدة وتنهض ممسكة حقيبتها وأوراقها. انها محتدة. تظل تنظر في عينيه. فيصل: شو صار؟.. ارجعي قعدي. - ولكنها لا تجيب بل تبتعد بسرعتها المعهودة. - هو محرج فلا يستطيع أن يناديها ليأمرها بالعودة ولا يستطيع اللحاق بها. يجد من الأفضل أن يفرك جبينه باصبعيه وقد جلس جيداً ليخفي حرجه. - قطع - المشهد: 77 القناة الأولى/ غرفة انتاج البرنامج د/ ن سهام، رأفت، اسرة البرنامج - تدخل سهام وهي مسرعة وتلهث بسبب ذلك، ولكنها ما ان تدخل حتى تبطئ فالاجتماع الذي خبرها عنه رأفت منعقد الآن حيث نرى رأفت على رأس الطاولة بينما جميع اسرة البرنامج يحتلون الكراسي ومنهم من فضل ان يترك كرسيه ويقف. أوراق وموبايلات وغيره على الطاولة. عندما تدخل يتطلعون اليها مما يزيد من حرجها. رأفت: (كان يتكلم) والطفل لازم انجيبو.. ضروري لأنو.. (يقاطعه دخول سهام) سهام: (محرجة فهذه هي المرة الأولى ) صباح الخير. - يردون السلام كل بطريقته. رأفت: تفضلي مدام. - ولكنها لا تجد كرسياً فارغاً فالواقفون يستندون على كراسيهم. وائل يتطوع فيقدم لها كرسيه. سهام: معليش.. بضل واقفة. وائل: معقولة؟ سهام: ميرسي. - تجلس.. انها مضطربة حتى انها تعرقت بسبب ذلك. سهام: أنا آسفة، تأخرت غصب العني.. رأفت: المدام سهام رح تنضم لأسرة البرنامج.. كانت عم تتعاون مع المرحوم عمار لصالح البرنامج تبعنا. عابد: شفنا شغلها.. رأفت: ريبورتاجها عن الطفل المصاب بالسلس البولي كان منيح كتير.. وهلق كاتبة ريبورتاج عن طفل عوقب بقسوة شديدة في المدرسة..(يخرج التقرير من مصنفه) قريته.. منيح. - البعض يقول تشرفنا والبعض يبتسم لها مرحباً بها وغيره. جميل: أهلا وسهلا فيكي. سهام: شكراً. رأفت: ضفتي عليه شي تاني؟ سهام: ضفت. (تنشغل بإخراج ورقها) أنا لما رحت أول مرة للمدرسة رفض المدير يعترف انو الحادثة صارت عندو في المدرسة.. وكذب المعلومات واعتبرها اشاعات.. وحدة من المعلمات لحقتني وعطتني عنوان الطفل.. زرت بيت الطفل وورشة والدو وكتبت الريبورتاج. الأب ما عندو مانع يطلع ابنو في البرنامج.. عابد: (لرأفت) عظيم.. هاي انحلت الاستضافة.. رح نستضيف هالطفل. رأفت: خبر لطيف.. ممكن انصور بكرا؟ سهام: ممكن.. جميل: مين اللي بدو يجري اللقاء؟ رأفت: خليها هي (يقولها بطريقة تثير الاستغراب) (لسهام) خرج تعملي الحوار؟ سهام: (مكبوسة) مابعرف.. ولكن طرأ شي جديد وهادا اللي اضفتو للريبورتاج. - الجميع يتابعها باهتمام شديد. رأفت: شو هو؟ سهام: المعلمة اللي لحقتني لبرا المدرسة وهي خايفة لتنكشف وعطتني عنوان الطفل. - قطع - المشهد: 78 الرصيف خارج المدرسة خ/ ن سهام، المعلمة (يوم جديد) - سهام تضع نظارات سوداء وتقف بشكل موارب تنتظر المعلمة. - عدد من المدرسين والمدرسات يخرجون من المدرسة وكل مجموعة تذهب في ناحية. أخيراً تخرج نفس المعلمة التي رأيناها في المشهد (20). تودع مرافقيها وتبتعد. عندها تلحق بها سهام. تظل تسير خلفها حتى موقف السيرفيس عندها تقترب منها سهام. تصافحها وتطلب منها ان تسير معها قليلاً. المعلمة: الله يخليكي ليقوم حدا يشوفني معك. سهام: شو رأيك ناخد تكسي ونبعد عن المنطقة.. أنا داعيتك على فنجان قهوة. - لا تنتظر سهام جواب المعلمة بل تشير إلى تكسي. تدعوها فتصعدان ويرحل بهما التكسي. - قطع - المشهد: 79 مقهى عائلي د/ ن سهام، المعلمة، عابد، فنيين - سهام والمعلمة وامامهما فنجانا قهوة. وجه المعلمة. نلاحظ ان سهام ليس لديها موهبة العمل امام الكاميرا ولكنها تؤدي العمل بشكل مقبول. المعلمة: لو حدا من الادارة عرف اني عم أعاونك رح يساوولي مشكلة. سهام: لا تخافي.. انتي فيكي انسانية عالية.. رح نطمس صورة وجهك ورح انغير من طبيعة صوتك بشكل ما حدا يعرفك. المعلمة: الله يستر. سهام: انتي كنتي حاضرة لما صارت المشكلة؟ المعلمة: كنت حاضرة.. كنت في الصف عم أعطي درس للتلاميذ لما سمعنا أصوات صراخ. سمعت أصوات ناس عم يركضوا في الممرات فطلعت بعد ما وصيت التلاميذ ما يتحركوا من محلن. سهام: شو شفتي؟ المعلمة: شفت المدير والآذنين عم يركضوا ويدخلوا إلى احد الصفوف.. وهو نفسه صف التلميذ أيهم الوردي. قربت حتى أتفرج لقيت الولد مغمى عليه على الأرض والاستاذ بايدو العصاية اللي ضربو فيا. شالوا الآذنين الولد والدم عم ينقط من راسو وطالعوه.. المدير مسك بالاستاذ من إيدو وطالعو من الصف. سمعت الاستاذ وهو عم يقول للمدير انو فلتت أعصابه لأنه التلميذ غبي.. المهم بعتوا الولد للمستشفى وبعدين المدير جمعنا وطلب مننا ما حدا يحكي ولا كلمة على اللي صار لأنو الاستاذ زميلنا وكل واحد مننا ممكن يواجه نفس المشكلة وعلينا أنو نتضامن. الحقيقة انو هالاستاذ عنيف كتير وعمل أكتر من مشكلة.. وأنا بصراحة ضميري عذبني.. شو ذنبو الولد، بعدين القانون بيمنع الضرب والعنف في مدارسنا. صوت عابد: CUT. - يظهر أن ما كان يجري هو تصوير للبرنامج فنحن نرى الآن الكاميرا والاضاءة والمايك والمساعدين والمساعدات والمونيتور وقد جلس امامه كل من المخرج ومهندس الصوت. ينهض عابد ويأتي إليهما. نرى سهام مرتبكة أكثر من المعلمة. عابد: برافو مدام.. يعطيكي العافية. سهام: شفت استاذ شو صار فيني.. كنت رح موت؟ عابد: مقبول جداً. المعلمة: انتو شو وعدتوني؟ عابد: ولو.. رح انحجر الصورة عند الوجه وانغير ترددات الصوت، اتطمني. - سهام تودع المعلمة بينما الجميع ينشغل في ضب الأجهزة. انهما في ركن. سهام: أنا كتير متشكرة، مساعدتك إلنا عظيمة. المعلمة: بخاطرك. سهام: دقيقة لحتى يوصلوكي. المعلمة: معليش.. بيتي صار قريب من هون.. سهام: مع السلامة. - ترحل المعلمة بينما تقف سهام تمسح جبهتها وكأنها بذلت جهداًكبيراً. تنفخ أيضاً. - قطع - المشهد: 80 القناة الأولى/ غرفة سكرتيرة المدير د/ ن رأفت، عبير، (يوم جديد) - رأفت يفتح الباب ثم يقف وينقره. عبير تعمل على الكومبيوتر فتتركه وتنهض لتأتي. هو يغلق الباب. عبير: أهلاً يا رأفت. رأفت: شو بدو الدكتور؟ عبير: (تهمس) عندو ضيف.. أظن الضيف جاية بشغلة بتهمك لأنو بعت عليك فوراً. رأفت: وانتي كيفك؟ عبير: زعلانة منك. رأفت: أوف!! عبير: وعدتني بشغلة وما نفذت. رأفت: أطالعك تحكي في حلقة؟ إي مو شايفة.. عبير: مين قال أنا هاممتني الحلقة؟ أنا مهتمة فيك. - يتركها ويتجه صوب باب غرفة المدير. رأفت: شو بدك بهالاهتمام؟ (يكاد يفتح الباب، يستدير) شو عندك الليلة. عبير: (انفرجت عليها) أنت بس قول. رأفت: قصدي نتعشى سوا ونحكي. عبير: حدد الساعة. رأفت: تسعة. عبير: رح كون لابسة وعم استنى هاتفك. رأفت: أوكيه. - ينقر الباب ويدخل إلى غرفة المدير. ننتقل إلى عبير المرتاحة. - قطع - المشهد: 81 القناة الأولى/ غرفة المدير د/ ن رأفت، المدير، الضيف (حمدي)، عبير، آذن - يهمون بالجلوس بعد أن سلموا على بعضهم. الضيف هو موظف كبير من خارج التلفزيون. الدكتور: الاستاذ حمدي من وزارة التربية (للضيف) الاستاذ رأفت. الضيف: أشهر من نار على علم. رأفت: من وزارة التربية؟ الدكتور: عندو رغبة الاستاذ حمدي يناقش معك موضوع حلقتك القادمة. رأفت: ما عندي أي مانع.. تفضل. حمدي: الدكتور بحب يدخل في الموضوع مباشرة.. أنا بصراحة كنت سعيد انو كلفوني في الوزارة حتى أقابلك وأتعرف عليك.. ما كل يوم الواحد ممكن يتعرف على نجم، ولكن القضية محرجة شوي.. حلقة في برنامج جماهيري عن العقوبات القاسية في مدارسنا.. هادا شي بخوف خاصة أنكم اتعودتوا تقدموا تقارير ومقابلات، هادا يعني ممكن يقنع الناس بشي استثنائي على أنو هو القاعدة.. رأفت: أبداً.. طلبنا منكم تبعتوا مين يحكي في البرنامج، يعني ممكن تشرحوا للناس انو الضرب في المدارس هو استثناء. حمدي: صارت حادثة في احدى المرات وضرب واحد من المعلمين أحد التلاميذ.. ليش نعملها قضية؟ رأفت: نحن ما عم نعملها قضية، هي قضية بحد ذاتها. الحادثة اللي عم تحكي عنها فظيعة، الولد صار معو ارتجاج في الدماغ وبطل من المدرسة وعم يشتغل، رغم سنو الصغير، عامل في ورشة أبوه للموبيليا. حمدي: الولد امكانياته الذهنية متواضعة وعملها حجة حتى يبطل من المدرسة. رأفت: حصلنا على جلاءاته وشفنا أنو كان فوق الوسط.. يعني مو ضعيف. الدكتور: دقيقة يا رأفت.. ليه ما بتثير الموضوع في القضاء.. القضاء رادع مهم لهيك تجاوزات، خاصة وأنو القانون بيمنع الضرب في المدارس.. برأيي توجه برنامجك ليحكي عن الموضوع بشكل عام وبامكانك تخدم الولد بتحويل الاضبارة إلى القضاء. حمدي: إذا كان علينا نحن ممكن نعاقب المعلم المتسبب وننهي المشكلة. رأفت: أنا ماني موافق. - حمدي ينظر إلى المدير ثم يعود إلى رأفت. حمدي: شوف استاذ رأفت.. عنا في سورية ملايين التلاميذ في المرحلة الأساسية.. نحن في الوزارة لازم نحميهم ونحمي مستقبلهم. رأفت: ليش أنا شو عمال اساوي؟ حمدي: برنامجك جماهيري جداً وتاني يوم بعد بث حلقة جديدة بتشوف الناس كلتها عم تحكي عن الكلام اللي انحكى فيه.. هادا يعني رح تخوف الناس من مدارسنا وممكن يحصل تسربات كبيرة.. مين رح يكون المسؤول؟ رأفت: أنا؟ حمدي: لأ، أنا.. لذلك حفاظاً على التلاميذ يضلوا على مقاعدن أنا بافضل ماتثير القضية بشكل خاص ودرامي.. أنا مع الدكتور انو تحكوا بشكل عمومي ورح أجي بنفسي للمناقشة. رأفت: مشكلتنا انو دائماً منحكي بشكل عمومي ومشاكلنا عم تتفاقم وما عم نحسن نحلها. - نقر على الباب وتدخل عبير التي تقود الآذن ليقدم القهوة. مع ذلك يستمر النقاش. حمدي: مصر على موقفك استاذ رأفت؟ - عبير تتابع باهتمام بينما الآذن مستمر في عمله. يستدير رأفت إلى عبير ويقول. رأفت: مصر استاذ حمدي. - تبتسم له فيبتسم لها ثم يعود إلى حمدي. حمدي: نحن مضطرين نرفع الموضوع للجهات العليا لتحكم بيناتنا. - ينتهي الآذن فتشير له عبير ليخرج، هي تخرج ببطء لتسمع أكثر وتغلق الباب. رأفت: الجهات العليا عم تطلب مننا نعتمد الشفافية. - حمدي يبدأ بشرب قهوته. هناك نظرات تهدئة من المدير إلى رأفت. الدكتور: طيب.. تركني استاذ حمدي أحل الموضوع بنفسي. رح أدعي لاجتماع انّاقش الموضوع. - رأفت غير سعيد. - قطع - المشهد: 82 بيت أهل سهام/ الصالون د/ ن سهام، سامر، زهير، عالية - سهام ومعها سامر في بيت أهلها. سامر مشغول على الفرندة يتحدث ويضحك مع ابن الجيران. سهام: بدو يانا نرجع. الأم: كيف يعني ترجعوا؟ سهام: نرجع نتجوز.. حكاها بصراحة. الأم: ونهلة؟ سهام: قال انو ما بقا يتجوزها.. فكوا الخطبة.. هاي كانت نيته لما حكا معكن مشان ياخد سامر. الأب: اسمعي يا بنتي.. فيصل حكى معي بصراحة في موضوع الرجعة. الأم: امتى حكى معك؟ الأب: شو معرفني امتى؟.. المهم حكى معي وطلب مني أدعمه وأقنعك. سهام: شو محسبني فيصل هادا؟ كنزة عتيقة بيشلحني ولما ما بشوف شي يلائمو بيرجع بدو يلبسني؟ الأم: جرب غيرك. الأب: شو رأيك؟ سهام: مستحيل؟ الأم: وليه؟.. إذا تربى رجعيه وخلي سامر يفرح بأبوه. سهام: شو عم تحكي يا ماما؟.. هادا واحد خاين. الأم: خاين؟.. ومين ماهو خاين؟ الأب: هادا كلام هاد يا عالية؟ الأم: عم أحكي جد.. لو ماكان بحبها ما بيشلح نهلة وبيرجع لها. كل رجل في هالدنيا إلو تجارب.. إلو محاولات.. المرا مرا لأنيها بتسامح. سهام: (تضحك) شو عم تحكي يا ماما؟ الأب: غيرونا الموضوع. الأم: لأ.. خلونا نحكي على المكشوف.. مجتمعنا ومنعرفو منيح، كل رجل إلو تجارب.. المرا غير. لو كان اتجوز رفيقتك عليكي بكون خاين؟.. رح تغاري وتنقهري وتقاطعيها لرفيقتك بس ما بكون جوزك خاين. سهام: بس أنا كرهتو خلص.. ماعدت أحبو.. بدك ياني أرجع أتجوز شخص ما بحبو؟ الأم: انتي ضايعة وما عرفانة شو بدك.. شوي بتحكي عن الخيانة وشوي بتحكي عن الحب. الأب: ممكن تأجلونا هالبحث (بسخرية) الفلسفي هاد؟ الأم: خلينا نحكي.. سيرة وانفتحت. الأب: (لسهام) شوفي، إذا بدك رأيي؟ سهام: تفضل. الأب: أنا وأمك آكلين همك. سهام: كيف وليه.. أنا مش بنت صغيرة. الأم: أرملة وعايشة لحالها في هالبلد..؟ يا لطيف!! سهام: أرملة وعم تبني مستقبلها وما عم تقصر بواجباتها وماشية بأدبها. الأم: محسبة نحن عايشين في المريخ؟.. الناس عنا بحبوا يفتشوا ويحكوا.. أنا ما بدي أحكيلك شو كنت أسمع. سهام: شو كنتي تسمعي؟ الأب: يا عالية.. يا عالية.. سهام: معليش، خليها تحكي.. بهمني أسمع. الأم: الناس بتحكي. سهام: الناس ما إلها شغلة غير تحكي.. الجمل ما بشوف حدبته. الأب: خلينا نحكي بالعقل.. شو بدنا من كلام الناس.. فيصل اكتشف نفسه مخطئ.. كفر وقال استغفر الله العظيم.. ما إلو قيمة هاد؟ سهام: كيف بتقبل أرجع أعيش مع شخص ما عدت أحبه؟ الأم: وشو فادك الحب؟ سهام: (متأثرة) نعم؟ الأم: كنتوا تحبوا بعض ومع ذلك راد ياخد رفيقتك. - تنهض سهام مستفزة. سهام: انتو معي والا معو؟ الأب: نحن معك. سهام: خلص.. شوفوا قلبي وعقلي لوين بميلوا. الأم: (برجاء) المرا في بلدنا ضلع ضعيف يا بنتي. سهام: قصدك بنص عقل ونص دين! هلق مضطرة أمشي (لسامر) يا للا يا سامر.. تاعا ماما لازم نمشي. سامر: (من مكانه) خلينا كمان شوي. الأم: خليه عنا اليوم.. بكرا بتاخديه. - لحظة، تدير الأمر في ذهنها. سهام: طيب (تقبل أمها وأباها بسرعة، ثم لسامر) لا تعجز ستك وجدك.. رح أخليك اليوم هون. بخاطركن. - سامر يبتهج. سهام تسرع للرحيل بينما تلحقها أمها لتودعها. الأم: بس ماتكوني زعلتي مني.. - قطع - المشهد: 83 الشارع/ امام بناية عبير/ سيارة رأفت الجديدة خ/ د/ ل رأفت، صوت عبير - يأتي رأفت يسوق سيارته الجديدة فيوقفها امام احدى البنايات الجميلة ويطفئ المحرك. - الكاميرا داخل السيارة، يمسك موبايله ويضغط رقماً مسجلاً. سوف نسمع صوت عبير من خلال الموبايل بسبب الهدوء. رأفت: عبير، أنا مستنيكي تحت. عبير: رأفت، الله يخليك طلاع.. مو معقولة انزل لحالي. رأفت: (يمزح) ناوية تطلبي مني أحملك وأنزلك؟ عبير: بصير أطلب منك هيك طلب. رأفت: إذا هيك أنا طالع. عبير: مستنيتك على الباب. - يقفل الموبايل ويضعه في جيبه ويخرج. يدخل في بناية عبير. - قطع - المشهد: 84 فسحة الدرج لبيت عبير د/ ل عبير، رأفت، - عبير مرتدية ثياب للسهرة وتبدو جميلة جداً بمكياجها وتسريحتها، تقف تنتظر رأفت ليخرج من المصعد. - ينفتح الباب ويأتي رأفت. رأفت: (يمازحها) هاي أجيت.. هاتي أشيلك. عبير: (تضحك) صدقت؟.. ماما رايدة تتعرف عليك. - يأتي بحركة لطيفة بأنه أمام ورطة. يدخلان وينغلق الباب. - قطع - المشهد: 85 بيت عبير د/ ل رأفت، عبير، أم عبير (رغدا) - رأفت وعبير يدخلان الصالون الجميل والمفروش بذوق عال وفي نفس الوقت ام عبير تتقدم لملاقاتهما. الأم تبدو وكأنها أخت عبير الأكبر وليس أمها. ام عبير: (لكنة لبنانية محببة) يا أهلا وسهلا بالاستاذ.. نور بيتنا المتواضع. رأفت: تسلمي مدام ويخليكي. ام عبير: (تمد يدها فيقبلها) كلك ذوق، أنا من زمان رايدة أتعرف عليك.. - تدعوه للجلوس بيدها فيجلسون، عبير طاير عقلها. وخلال ذلك: رأفت: يبدو عبير صورة عن أمها. عبير: بقولوا أنا طالعة للماما.. صورتي طبق الأصل للماما في شبابها. رأفت: ما شاء الله.. الماما لساتها صبية. ام عبير: أنا مابدي أأخركن.. ضهروا وانبسطوا. - تنهض عبير بسرعة بينما رأفت بهدوئه المعهود. رأفت: شو رأيك تطلعي معنا مدام؟ - الأم تنظر إلى عبير نظرة استفسار. عبير: (بدون حرارة) ياريت. ام عبير: أوكيه.. عن أذنكن شوي. - تذهب لتجهز نفسها. رأفت يتفرج على أناقة البيت. نشعر بأن عبير كانت تفضل أن تكون بمفردها معه. - قطع - المشهد: 86 مطعم راقي د/ ل رأفت، عبير، ام عبير - الجو رائع وارستقراطي خاصة أن الثلاثة منسجمون مع الجو بأناقتهم ووسامتهم. يتناولون العشاء بأناقة. رأفت: اللي خلاني اتجه نحو البرامج الحوارية؟ ام عبير: نعم. رأفت: شوفي مدام، أهم خاصية في الانسان واللي بتميزه عن كل المخلوقات التانية هي النطق.. الكلام. والكلام يعني ثقافة وبالكلام بتم تبادل التجارب والخبرات، أساس الرقي والتقدم. وبلدنا متل ما بتعرفي بلد عظيم.. وفي كل بلد، ومهما كانت عظمته بضل فيه نواقص.. أهم طريقة للتصدي لهالنواقص والمشاكل هي الكلام عنها. الصمت عن المشاكل وتجاهلها بفاقمها. الموسيقى شغلة عظيمة وأعظم انجاز للطبيعة والانسان، ولكن تصوري الناس ما عندهم لا شغلة ولا عملة غير يسمعوا موسيقى.. أنا رأيي كل شيء يمنع الناس عن التحادث هو مصيبة كبيرة.. وإذا كنا متخلفين في ناحية من النواحي فهادا بسبب عدم قدرتنا على التكلم عن أنفسنا بصراحة. عبير: شفتي يا ماما؟ ام عبير: (بابتسامة حلوة) شو شفت؟ عبير: رأفت بجنن. - يضحك رأفت بصوت عال فيلفت الانتباه إلى طاولتهم. هو لا يهمه الأمر. رأفت: انتي اللي بتجنني يا عبير.. على كلٍ، أنا ماني مستعد أحكي طول السهرة رغم إنو شغلتي هي الكلام.. بدي أسمع منكن.. أنا متشوق لاكتشف سر هالارستقراطية هاي اللي لابستكن لبس. - تبتسمان، ولكن رأفت كان يوجه الكلام للأم فتضع الشوكة والسكين وتمسح طرف فمها بالفوطة بأناقة. ام عبير: عن شو رايد نخبرك؟ نحن ناس عاديين مش متلك استاذ رأفت.. مجرد أم وبنتها عم يحاولوا يعيشوا متل ما تعودوا يعيشوا لما كان بيها لعبير لساتو عايش. رأفت: الله يرحمو. ام عبير: ميرسي.. كلامك عن أهمية الكلام مهم كتير.. أنا مثلاً كنت باشعر انو عندي نفس الأفكار بس ما كنت باحسن أعبر عنها بالطريقة التي أنت بتحكيها، بس رح اقول لك على شغلة وهو أنا وعبير تعودنا نحكي لبعض كل شي، متل آخر شي انو برنامجك عم يلاقي صعوبة.. رأفت: (يبتسم بخبث) هادا معناه فعلاً عبير بتحكيلك كل شي. عبير: حاكيتها للماما على مشاكل الحلقة اللي عم اتجهزوها، خصوصي الكلام اللي سمعتو اليوم عند مدير القناة الأولى. رأفت: شوفي مدام (يعود للجدية) في نظرية علمية مهمة بآمن فيها.. إذا بدي أغير شيء لازم أبدأ بكشفه ونقده.. النقد بداية التغيير.. ولكن التغيير في إلو أعداء وهنن كتار. وبما أنن ما بريدوا التغيير فبخافوا من النقد.. مو بس بخافوا من النقد وكمان بوقفوا ضد النقد لأنن بيعرفوا لوين رح يودي.. الأفضل بالنسبة لهدول هو الصمت. - قطع - المشهد: 87 بيت سهام/ الصالون د/ ل سهام، صوت شروق - سهام ترتدي بيجاما رياضية وتجلس امام التلفزيون وقد مدت ساقيها على مقعد قصير بدون جوانب وتأكل الآيس كريم. التلفزيون يعرض فيلماً أجنبياً. تشعر بالإمتلاء فتنهض وتضع الكأس جانباً ثم تقف محتارة ماذا تفعل. تبدل المحطة إلى قناة للموسيقى الغربية حيث يعرضون أغنية بوب لمغني مشهور يؤدي أغنية راقصة. ترفع الصوت وتقف تستمع وإذ بها تتحرك مع الإيقاع ثم تبدأ بالرقص. في البداية يكون رقصها عادياً ثم يسخن وتغني كلمات الأغنية التي تحفظها ويستمر ذلك حتى ما قبل انتهاء الأغنية بقليل حين يرن الهاتف. - تجلس وتأخذ السماعة دون أن يخطر في بالها أن تخفض الصوت. سهام: آلو.. مين؟ (لا تسمع بسبب الضجيج) طيب لحظة من فضلك (تخاطب أنثى). - تخفي صوت التلفزيون بالريموت فيعم سكون مفاجئ. سنبدأ بسماع صوت المتصلة وهي صديقتها القديمة شروق. سهام: أيوه آلو.. صوت شروق: سهام؟ سهام: أيوه أنا سهام.. مين؟ صوت شروق: ما عرفتيني؟.. إخس عليكي. - تحاول التذكر دون جدوى. سهام: عن جد ما عرفتك.. ممكن تذكريني؟ صوت شروق: أنا شروق. - مفاجأة كبيرة وسعيدة. سهام: شروق.. حبيبتي شروق.. منين عم تحكي؟ من أميركا؟ شروق: من الشام. سهام: أنا رح أطير من الفرح.. كيفك؟ شو عم تساوي في الشام.. بعدين معقولة انتي، خمس سنين ما أسمع صوتك؟ والله نسيتو. شروق: كنت محسبة عم أتصل متأخرة أتاريكي عندك حفلة. سهام: ابداً، هادا صوت التلفزيون.. أنا قاعدة لحالي.. ليه ما بتجي هلق؟ شروق: بهالليالي؟.. سهام: لسه الليل بأولو. شروق: انتو يا أهل الشام ما بتناموا.. شو رأيك بكرا أعملك تلفون ونلتقي؟ سهام: طيب أوكيه.. شروق أنا كتير سعيدة انو سمعت صوتك. شروق: أنا كتير مشتاقة أسمع أخبارك.. أكيد في شي جديد. سهام: هوهوووه.. عندنا كل شيء جديد ياعزيزتي. شروق: طيب، بكرا منلتقي ومنحكي.. تصبحي على خير. سهام: وانتي بخير حبيبتي شروق مع ألف سلامة. - نسمع تكة الهاتف الآخر فتنهض سهام وتأتي بحركة سعادة. سهام: واووو - قطع - المشهد: 88 القناة الأولى/ غرفة اجتماعات د/ ل رأفت، عابد، جميل، المدير، عبير، جمال (مدير الرقابة) (يوم جديد) - انها غرفة اجتماعات خاصة بالمدير ونرى رأفت وعابد وجميل وبعض الأشخاص من كبار موظفي التلفزيون. انهم ينتظرون المدير ولذلك فهناك أحادث جانبية تجري بهدوء. - في هذه اللحظة يدخل المدير وخلفه عبير تحمل مصنفاً فيه أوراق وبينما يسلم المدير على المجتمعين هي تضع امامه المصنف وتتجرأ على القاء نظرات على رأفت وتخرج. الدكتور: متل ما بتعرفوا رأفت رح يطرح في برنامجو في الحلقة القادمة موضوع العقوبات العنيفة في المدارس ويبدو محضر ريبورتاجات عن حوادث حقيقية جرت وتأذى فيها بعض الأطفال. وزارة التربية خايفة ليأدي طرح الموضوع بهالشكل إلى تخويف الناس واضعاف هيبة الجهاز التعليمي والتربوي في البلد. الوزارة اقترحت انو ما عندها مانع ينحكى الموضوع في إطاره العام وإلا رح يضطروا يرفعوا الموضوع الى الجهات العليا لتحكم فيه.. رأفت رفض الفكرة وأنا أخدت على عاتقي انحل الموضوع داخلياً. تفضل احكي يا رأفت. رأفت: مشكلتنا في العموميات، وأقنية التلفزيون مليانة مواضيع عم تنطرح بشكل عام.. بدن منا اندور حول الفكرة من برا لبرا من غير ما نغوص في العمق. برنامجنا عود الناس انو يطرح المواضيع بجرأة يعني ما يكتفي بالعموميات.. إذا نحن وافقنا مع الوزارة فرح تصير سابقة ورح نبدا نعمل تنازلات. خلونا نطرح الموضوع متل ما تعودنا وهنن يجوا يدافعوا ويطرحوا رأين. أنا ماني شايف أي مشكلة في الموضوع. ليش مكبرينها؟.. بعدين نحن ليش خايفين من ردة فعلن؟ كان لازم يا دكتور توقفن عند حدن لما حكيوا معك.. الدكتور: أوقفن عند حدن؟ وأنا كمان خايف من ردة فعل الجمهور في اليوم التاني على عرض الحلقة.. تصوروا الناس تاني يوم اتبلش اتطالع أولادها من المدارس؟ رأفت: مارح حدا يطالع ابنو من المدرسة.. بالعكس، الناس عرفانة بوجود هيك مشكلة ولما بتحضر حلقتنا فرح يتطمنوا انو في مين عم يهتم بأولادن. الدكتور: نعم.. في مين عم يهتم بأولادن بس أنت رح اتبين تقصير الجهاز.. في حلقة "الطفل والعنف" ممكن تحكي كل شي لأنو القضية متعلقة بالعنف في البيت والتربية المنزلية.. ولكن هون رح تطلع من البيت إلى الضوء.. رح اتمس الجهاز العام.. رأفت: والجهاز مقدس ما هيك؟ الدكتور: إلى حد ما.. رأفت: نحن ما رح انمس الجهاز.. رح ننتقد الأخطاء البشرية في الجهاز على اعتبار انو الجهاز من وضع الانسان ويمكن أن يحصل فيه ثغرات وأخطاء. - احد الموجودين من الموظفين الكبار يطلب الكلام واسمه جمال وهو مدير الرقابة. جمال: إذا سمحتولي. الدكتور: تفضل يا جمال. جمال: بمثابتي مدير الرقابة عندي رأي.. نحن مو بس على تماس مباشر بالناس الماشيين في الشارع واللي قاعدين في البيت أو في أعمالن.. قصدي الناس كأفراد يعني.. ولكن على تماس مباشر مع المؤسسات اللي بتشكل اركان المجتمع متل النقابات والأحزاب والجمعيات وغيرها.. وكمان نحن على صلة مباشرة بالدولة كمؤسسات حاكمة.. إذا كنا رح انفجر قنابل صوتية فأكيد رح تهتز مؤسسات المجتمع.. إذا كانت مؤسسة التعليم خايفة من طرح هالموضوع فمعها حق.. علينا انخفف لحتى نحمي مصالح المجتمع. رأفت: يعني حسب وجهة نظر مدير الرقابة الاستاذ جمال هذه المؤسسات ضعيفة وممكن تنهار بنفخة أو بانتقاد.. وحفاظ عليها لازم تكون فوق النقد. جمال: أنا ماقلت هيك.. أنا قلت انخفف. رأفت: يعني نحكي في العموميات؟ جمال: يعني. رأفت: شكراً.. أحسن الشي انجيب كم مطربة وكم ممثل ونحكي عن الفن.. ليش انوجع راسنا وراس الجمهور بالحكي عن مشاكل المجتمع ما دمنا رح نطرح الأمور بنفس الطريقة اللي اتعود عليها الجمهور من يوم ما اخترعوا التلفزيون لحتى اليوم؟ جميل: اسمحولي.. ريبورتاجاتنا اللي رح نعرضها عبارة عن أمثلة للعنف في المدارس والمتهمين فيها هنن بعض التربوين العنيفين.. شو دخل الجهاز في الموضوع؟ الدكتور: خلص.. هاتوا الإضبارة ورح انحولها للقضاء.. المواطن المخطئ لازم يتحمل مسؤولية خطأه هو مو الجهاز التربوي بشكل كامل. رأفت: أهمية الشفافية يادكتور هي انها بتوعي الناس وبتعلمن حقوقهم وانو هالشي ضد القانون وكمان بتمنع المسيئين من ارتكاب اساءات وخروقات. جمال: يعني أنت يا استاذ رأفت عوض ما نقعد اناقش الأمور العملية المتعلقة بمهنتنا باتجرنا إلى نقاشات نظرية.. نحن جايين لحتى اناقش أمر معين.. نعرض والا ما نعرض. رأفت: نحن جايين لحتى نبحث وندرس ونفهم وانقرر. جمال: بحثنا ودرسنا وهلق كمدير للرقابة بدي اشوف الريبورتاجات قبل العرض.. وهادا من حقي. - رأفت يوجه سؤاله إلى المدير. رأفت: من إمتى هالشي يا دكتور؟ الدكتور: لمصلحتنا كلتنا يا رأفت. - صدمة لأعضاء اسرة البرنامج. شعور بالراحة على وجوه بعض الموظفين وخاصة مدير الرقابة. الدكتور: (ينهض) يعطيكن العافية. - ينهض الجميع ولكن يظل رأفت والمخرج والمنتج على وضعهم ويبدو عليهم الاحباط. يبتسمون لبعضهم وكأنهم يقولون انها المأساة. - قطع - المشهد: 89 بهو فندق خمس نجوم د/ ن سهام شروق - تدخل سهام البهو بطريقتها المستعجلة وهي تنظر وتبحث لأنها جاءت لتقابل صديقة لم ترها من زمن بعيد. - شروق جالسة على أحد المقاعد الوثيرة وهي بعمر سهام وجميلة والسنين التي قضتها في أميركا تظهر على ثيابها وطريقتها في الكلام وتصرفاتها ومنطقها وعاداتها. شروق هي التي ترى سهام أولاً فتنهض لتشير لها. - تراها سهام فتأتي اليها لتتعانقا كصديقتين حميمتين. سهام: يا الله يا شروق.. أنت لساتك صبية متل وقت اللي تركتينا وأكتر.. شو مساوية بحالك؟ شروق: بالعكس.. انتي كني مالك شايفة حالك؟.. سهام: ابوس عينك.. شتقتلك كتير.. واللهِ العظيم. شروق: أنا بالأكتر.. أنا لسه ما اتصلت بحدا تاني غيرك.. انتي أول وحدة.. خلينا نقعد. سهام: هون ضجة.. تاعي.. هنيك في ركن حلو. شروق: ياللا.. - تمسك شروق بذراع سهام وتسيران متلاصقتين كتفاً بكتف إلى مقهى صغير في نفس الفندق. نراهما من الخارج تدخلان وتحتلان طاولة منعزلة. - قطع - المشهد: 90 مقهى في فندق الخمس نجوم د/ ن سهام، شروق - تسحبان الكرسيين وتجلسان سعيدتين بلقاء بعضهما. شروق: شو قصة صوت الموسيقى العالي البارحة.. هيك صايرة بتحبي تسمعي الموسيقى؟ سهام: (تضحك) لو تعرفي شو صار.. البارحة ابني سامر كان زاير عند بيت ستو. شروق: أكيد صاير شب.. أنا حضرت ولادتو بتتذكري؟.. ومن يومتها ما شفتو. سهام: صاير بجنن.. المهم، كنت عم أحضر فيلم أجنبي سخيف على شي محطة، كنت مقهورة من شغلة.. زعلانة ومحبطة.. بعدين باحكيلك ليه.. المهم قلبت المحطة واذ طلعتلي غنية غربية لطيفة.. ما شفت حالي غير مزاجي اعتدل وبلشت أرقص.. قلت لحالي جكارة بكل هالهموم.. عليت الصوت عل آخر عيار وصرت أرقص. في هاللحظة اتصلتي انتي. - تضحكان. يحمر وجه سهام. شروق: خليلي عينك.. هيك الوحدة لازم تواجه مشاكلها، بالرقص.. رح حاول إذا رجعت لأميركا اسجل هالاختراع باسمك. سهام: (تضحكان) هاي أول مرة بجربه وحياتك.. وكل هاد لأنو كنت لوحدي في البيت.. قدام سامر ما باسترجي. بعدين وقفي عندك، ليش قلتي إذا رجعت لأميركا، شو، مفكرة ما ترجعي؟ شروق: في هيك احتمال. سهام: شفي في ذهنك؟ شروق: سهام، أنا طلقت عامر جوزي. سهام: الظاهر الشلة تبعتنا كلتها فشلت في أحلامها وعم اتطلق أزواجها.. أنا وفيصل اتطلقنا كمان. شروق: بعرف.. وصلني الخبر لأميركا من صديقة مشتركة. سهام: بس ما تكون نهلة. شروق: لأ.. وانتي ليش اتطلقتي؟ سهام: قولي لي انتي الأول. شروق: طلعت ما بأنجب يا سهام.. ما بجيب ولاد وهالشي ما صار مع عامر. في البداية ما كان سائل.. بالعكس، قال لي ما دمنا منحب بعض ما هي فارقة.. بعدين صار ينق.. وصرنا كل ما زرنا حدا من أصحابنا من اللي عندن ولاد منرجع على البيت ومنتقاتل.. في الأخير قال شوفي يا شروق، أنا مضطر اقترح عليكي الطلاق حتى أحسن أتجوز وحدة بتنجب. سهام: فظاعة. شروق: أخد شنتايته وطلع من البيت.. بعد كم يوم خبرني المحامي تبعو وطلب مني أوقع على أوراق، أنا رفضت.. وكلت محامي شاطر حسن يحصل لي على كل تعويضاتي. هلق معي نص مليون دولار.. مفكرة اقعد في الشام وأفتح صالة سوفينيرز (هدايا)، شو رأيك بقا؟ سهام: ولسه بتحبيه؟ شروق: لأ.. ليش أحبه إذا ساواني عضمة كلب لما طلعت ما بأنجب؟ الرجل الشرقي بضل شرقي حتى لو سكن في المريخ.. كنا منحب بعض، وهو ماكان يناديني غير بحبيبتي وروحي.. قبل ما يعطونا نتيجة التحليل كان بيعشقني.. كنا عايشين ما في متلنا.. عرض حالو هو الأول وبصراحة كان خايف. أنا طمنتو، قلت لو شوف يا عامر، أنا هالموضوع ما بهمني لأنه بحبك.. مستعدة أعيش معك مو بس بلا ولاد.. حتى على الحصير. نتيجته كانت إيجابية ونتيجتي سلبية.. صار ينرفز ويعيط ويسب ويشتم عند أي مشكلة بسيطة بتصير في البيت.. هيك لحتى طلب مني ننفصل... وهلق، قولي لي انتي بقا.. أنا وصلني انك اتطلقتي من فيصل بس بدون ما أعرف الأسباب، قولي لي ياها بنفسك. - قطع - المشهد: 91 قاسيون خ/ ن رأفت، ناجي - سيارة رأفت متوقفة في مكان ما مشرف على مدينة دمشق. رأفت في الداخل وهو يستمع إلى الموسيقى من مسجل السيارة. - تأتي سيارة أخرى فيراها رأفت من مرآته الأمامية فيترجل. تقترب السيارة الأخرى حتى تصل إلى خلف سيارة رأفت وتصطف خلفها وينزل منها ناجي مدير القناة الثالثة الذي تعرفنا عليه في المشهد (36). يأتي اليه رأفت ويصافحه. رأفت: سلامات يا ناجي. ناجي: أهلاً يا رأفت.. ضل بالي، شو القصة؟.. ليش ما أجيت لعندي على القناة التالتة؟ رأفت: معليش يا ناجي.. شكراً لأنك أجيت.. إذا بزورك في مكتبك رح يعرف بالموضوع كل مين إلو علاقة بالتلفزيون. - يستندان جنباً إلى جنب على سيارة ناجي في مواجهة المدينة. ناجي: شو يعني إذا صديق بزور صديقه؟ رأفت: الأيام طويلة.. كيف أحوال القناة التالتة؟ ناجي: انطلاقتها أفضل مما كنا متوقعين.. وأنا حابب الشغل فيها يا رأفت.. الشغل عنا مريح جداً مو متل عندكن. رأفت: ناجي.. - يستدير اليه ناجي عوضاً عن أن ينبس. رأفت: أنا قررت أقبل عرضك.. مبدئياً. ناجي: شو هالحكي؟.. هادا أحلى خبر.. وليش مبدئياً؟ عندك شروط؟ رأفت: عندي. ناجي: قلتلك انو السيد الوزير مفوضني أوقع معك التكليف اللي بناسبك. رأفت: شرطي ما هو مادي.. بدي حرية في الحكي في برنامجي. الدكتور بلش يخاف ورح يخضع ريبورتاجاتي لجماعة الرقابة. هادا اللي خلاني أتصل فيك اليوم. ناجي: امتى صار هالشي؟ رأفت: قبل ما أتصل فيك بنص ساعة. حلقتي القادمة جاهزة، حتى انها تأخرت بسبب وفاة عمار.. ناجي: الله يرحمو. رأفت: تعيش.. صورنا الريبورتاجات وحضرنا الضيوف. ناجي: وعن شو الحلقة؟ رأفت: العقاب القاسي في المدارس.. يعني عن العنف المدرسي. ناجي: شوووو؟ هادا موضوع رائع.. إيه؟ رأفت: وزارةالتربية عندها وجهة نظر تانية.. رضخ الدكتور وفرض علي الرقابة.. عمل مسرحية مرتبة انو دعانا لاجتماع لنحل الموضوع.. وفهمك كفاية. - يتحمس ناجي دون تحفظ. ناجي: ياللاننزل لعند الوزير لنوقع التكليف.. بلا رقابة بلا بطيخ.. رقابة على مين؟ رقابة على أنفسنا؟ ليش نحن شو؟ حط الخطة اللي بدك ياها وهات أوقعها.. أنا رح أبعتلو هدية محترمة للدكتور لأنو ساعدني عليك. - قطع - المشهد: 92 مقهى في فندق الخمس نجوم د/ ناجي: سهام، شروق - نرى سهام وشروق كما تركناهما في نهاية المشهد (90). لقد حكت سهام لشروق عن السبب الذي جعلها تطلب الطلاق من فيصل. شروق: معناتا هيك؟ سهام: نعم هيك. شروق: نهلة؟ رفيقتنا وحبيبة قلبك؟.. كنتي تحبيها أكتر وحدة مننا.. معقولة هيك تعمل؟.. إخس عليكي يا نهلة.. بتخطفي جوز رفيقتك؟ سهام: لو تعرفي يا شروق مقدار الإهانة اللي شعرت فيها.. شروق: الحق معك. سهام: شعرت وكأنو الدنيا كلتها خانتني.. جوزي ورفيقتي كانوا بالنسبة لإلي الدنيا كلتها. شروق: وبعدين؟ سهام: أنا باختلف عنك.. أنا اللي طلبت الطلاق واتخليت عن كامل حقوقي ولكن على شرط الاحتفاظ بابني سامر حتى لما بيكبر. وافق ووقع.. كنت مفكرة حالي طلعت منتصرة لما حصلت على حضانة سامر.. شروق: كنتي مفكرة حالك؟ سهام: بالضبط.. لأنو رجعان هلق يطلبو.. قال بدو سامر. شروق: شوفي الوقاحة. سهام: من يومين لما نزلت من البيت ما أشوف غير سيارتو وقفت قدامي.. طلب مني أطلع، حاولت أتملص ما حسنت. أخدني على شي كافيتريا. قال لي انو رايد نرجع نتجوز لأنو هو ونهلة انفصلوا وبطلوا يتجوزوا. شروق: هيك القصة إذن.. سهام: نعم.. كان حاكي مع بابا.. رحت حتى أخبر أهلي قام طلعوا مؤيدين الفكرة. شروق: أمك وأبوكي؟ سهام: بالضبط. شروق: وانتي؟ سهام: أنا تغيرت يا شروق.. مستحيل أرجع أعيش معه بعد اللي صار. الخيانة أثرت فيي وخلتني أكره فيصل وأكره نهلة وصرت ما أثق بأي انسان.. شروق: طولي بالك.. ما كل صوابعك متل بعضها. سهام: أكيد.. لكن من حقي أكرهو لفيصل.. على الأقل ما أرجع أحبو متل الأول.. هاي أولاً.. وثانياً.. عم أتمتع بحريتي. حرية انو أربي ابني ونصير أصدقاء وأرجع أهتم بثقافتي وحتى أشتغل.. بتعرفي فيصل غني وما كان بدو ياني أشتغل بتدريس مادة الفلسفة في الثانويات العامة. شروق: شو عم تشتغلي؟ - تنشرح سهام بسبب عشقها لما تعمله. سهام: (تقول بعشق) شغلة مهمة جداً.. وجديدة علي.. التجارب الأولى كانت ناجحة كتير وحبوا شغلي.. لو تعرفي مع مين عم أشتغل ليطير عقلك. شروق: مع مين؟.. قولي لي قوام.. - تكاد سهام أن تقول ولكن موبايلها يرن فتخرجه من محفظتها بعد أن تشير لشروق بان تنتظر لحظة.. سهام لم تتعرف على الرقم المسجل على شاشة الموبايل فتبدي استغرابها. شروق: مين؟ سهام: الرقم غريب. (تفتح الخط) آلو.. (هنا تحمر وجنتاها وتتلبك) أهلين استاذ رأفت.. أيوه.. بدي نص ساعة.. طيب، نص ساعة بكون في التلفزيون.. مع السلامة. - تغلق الموبايل وهي مرتبكة وماتزال في أجواء المخابرة. شروق: هاي.. هاي.. شو القصة؟.. مين هاد الاستاذ رأفت.. وشو علاقتك بالتلفزيون؟ سهام: (مع ابتسامة لطيفة جداً) الاستاذ رأفت هو نفسو رأفت الشمالي؟ شروق: (بحماسة شديدة واستثارة) مو معقول.. سهام: والتلفزيون لأنو عم أشتغل معو في التحضير لحلقات برنامجو.. فهمتي بقا؟ شروق: (صرخة محبة وانتصار) واووو.. - قطع - المشهد: 93 القناة الأولى/ غرفة انتاج البرنامج د/ ناجي: رأفت، سهام، عابد، جميل (اسرة البرنامج) - جميع من يشترك في انتاج البرنامج متواجدون ما عدا سهام ويبدو أنهم ينتظرونها ورأفت يقرأ ورقة من داخل المصنف بشكل لا يستطيع أحد أن يراها. - تدخل سهام مستعجلة ومتأخرة كعادتها وهي تلهث. سهام: صباح الخير.. تأخرت مرة تانية.. أنا آسفة. - نرى أنهم قد تركوا لها كرسياً قريباً من رأفت وأمام مكان جلوس المخرج والمنتج. رأفت: (يشير إلى الكرسي) تفضلي مدام.. كنا عم نستناكي.. (بفظاظة عريبة) بس هاي آخر مرة منستناكي فيها.. الموضوع مهم ولازم الجميع يكونوا موجودين. - تجلس وهي خجلة من تعليقه. بسبب ارتباكها لاتعرف مثلاً أين تضع حقيبتها أو أن تسلم أم لا.. تتسبب في بعض الفوضى والبعض يبتسم بتسامح، الخ. رأفت: شباب، حصلت تطورات عجيبة اليوم. تم فرض رقابة على تقاريرنا وريبورتاجاتنا. (يبدو ان الجميع ماعدا سهام يعرفون بالأمر) لسه ماصدر عن الادارة العامة شي مكتوب ولكن خلص.. الرقابة في التلفزيون رح تشوف عملنا قبل عرض الحلقة.. هادا الشي ما بناسب برنامجنا ولا تقاليدنا، مشان هيك أنا قررت أقبل عرض القناة التالتة لنقل برنامجنا لعندن. (تسمع همهمات من الجميع وبارتياح).. سمحولي شوي، المكافآت معها رح تكون مجزية ومارح يخضع برنامجنا لأي تدخلات. المشكلة أنو الدكتور بدأ ياخد في الحسبان خاطر هالجهة وهالجهة.. بصراحة هادا ما بناسبني. اللي ما هو موافق ينتقل معنا ورايد يضل هون يقول. - يتطلعون ببعضهم البعض ولكن لا أحد يرفضالذهاب.. الجميع موافقون. عابد: كلتنا رح ننتقل للقناة التالتة. - ارتياح ويبدأ لغط وكلام دفعة واحدة. ...: نحن معك استاذ رأفت.. نحن أسرة وحدة وما بهم فين رح تسكن الأسرة.. توكل على الله ونحن وراك.. الخ. - أثناء ذلك يتوجه رأفت إلى سهام. رأفت: شو رأيك انتي.. ؟ سهام: انا؟.. أكيد موافقة.. موافقة طبعاً. رأفت: عندك استعداد توقعي عقد مع القناة التالتة انتي الوحيدة اللي عم تشتغلي بالبرنامج من خارج الملاك.. يعني رح تتوظفي في القناة التالتة؟ سهام: طبعاً عندي استعداد، أنا ماني مرتبطة بأي عقد عمل مع أي جهة. رأفت: منيح (الى الجميع) اتفاقي مع القناة التالتة هو كما يلي، كل شي انعرض هو ملك القناة الأولى.. العمل اللي بين ايدينا اللي بيتعلق بالحلقة القادمة وكل خططنا وبرامجنا للمستقبل رح ناخدها معنا.. مفهوم؟ ...: مفهوم استاذ. رأفت: حضروا حالكن ولا تنسوا شي لأنو رح يغضبوا علينا هون. قبل الانصراف بنص ساعة رح أقابل الدكتور وأنهي اتفاقي معو.. يعطيكن العافية. - ينهض الجميع وتظل سهام لوحدها. أحاديث جانبية وأسئلة واستفسارات بينما تتابع سهام رأفت الذي يرد على كل استفسار. يبدو انها متأثرة من الفظاظة المفاجئة. فجأة يقترب منها عابد ويهمس لها. عابد: لا تهتمي.. بضل قلبه طيب. - قطع - المشهد: 94 بيت أهل سهام د/ ن سامر، زهير، عالية، فيصل - سامر يلعب مع جده. الجد يعلم سامر كيف يستخدم أصابع يديه لصنع بروفيلات لحيوانات. الطفل مندهش لقدرة جده ولكنه لا يستطيع القيام بها مثله. - يرن الجرس ويريد سامر الذهاب لفتح الباب ولكن زهير يمنعه لأن عالية تأتي في نفس اللحظة وتذهب لفتح الباب. - ينشغل سامر مع جده وقد نسي الباب. يدخل فيصل مع عالية وهو يحمل أكياس وعلب بعض الهدايا. تهمس له. الأم: أنت خليك معه هون وأنا وجدو رح ندخل لجوا. فيصل: متشكر كتير. - يستدير سامر فيجد أباه. الأب: تفضل يا فيصل. فيصل: أهلاً يا عمي. - الآن سوف ينسل زهير وعالية وسيبقى سامر مع أبيه. أثناء ذلك: سامر: مين أنت؟ فيصل: أنا بابا يا سامر.. - فترة يقترب فيها سامر من أبيه وهو يتمعنه ببراءة فيتعرفه. سامر: يه.. انت بابا. فيصل: (يفتح ذراعيه) تاعا لأشوف.. عطيه بوسة للبابا. - وفعلاً فسامر يحب أباه. يلقي نفسه بين ذراعيه فيحتضنه أبوه ويشرع في تقبيله. فيصل: شتقتلك يا سامر. سامر: وأنا شتقتلك.. وين كنت لهلق؟ فيصل: كان عندي شغل. سامر: وكمان بدك تروح؟ - يحمله فيصل ويأتي به إلى الكنبة فيجلس ويجلسه في حضنه. سامر: جاوبني.. كمان بدك تروح؟ فيصل: بتريدني أضل؟ سامر: إيه، بدي اتضل.. هلق بتجي ماما لتاخدني بتشوفك.. أنا كنت نايم في بيت جدو وستّو.. فيصل: مم.. عظيم. سامر: بابا، بدي ياك تجي مرة توصلني على المدرسة وتجي تجيبني بسيارتك.. فيصل: حاضر.. وشو السبب؟ سامر: لأنو مرة تخانقنا أنا ورفيقي سالم لما قال انو أنت وماما متخانقين ومتطلكين (متطلقين) بدي أفرجيهن ياك. فيصل: لا يا حبيبي.. بكرا لما بدك تروح على المدرسة قول لو لرفيقك انو هو غلطان.. أنا وماما رح نرجع نعيش مع بعض. سامر: إيمتى؟ فيصل: عندي سفرة صغيرة وأول ما بارجع رح تشوفني في البيت وبعدين ما رح يبقى سفر أبداً.. مبسوط. - يغرق سامر وجهه في صدر أبيه. سامر: مبسوط.. فيصل: بتعرف شو جبتلك؟ سامر: شو جبتللي؟ - ينزله من حضنه ويبدأ بفتح مغلفات الهدايا فيحتار سامر بماذا عليه أن يبدأ اللعب، فهناك سيارة صغيرة وأقلام تلوين وألبوم صور ومكعبات تركيب وغيرها. الأب سعيد لسعادة ابنه. - قطع - المشهد: 95 الشارع/ امام بيت أهل سهام خ/ ن سهام - سهام تنزل من التكسي وتدلف البناية مسرعة كعادتها. - قطع - المشهد: 96 بيت أهل سهام د/ ن سهام، عالية، زهير، سامر - تدخل سهام بصحبة امها التي فتحت لها. سهام: بس ما يكون عجزكن بالليل. الأم: أبداً.. كتير حباب.. نام بالنص بيني وبين جده. - تتوقف سهام منذهلة، فسامر بين ألعابة المفروشة على الأرض. ينهض اليها.. سامر: ماما.. شوفي كل هدول. - تنظر سهام الى أمها مستغربة ويبدو انها تتوقع جوابها. الأم: أبوه كان هون.. هو اللي جابن. سامر: (يحاول أن يلفت انتباهها الى احدى اللعب) ماما.. شوفي. سهام: إي قعود ماما والعب فيون (لأمها) امتى أجا؟ الأم: قبل ساعة.. قعد مع ابنو شوي، عطاه الهدايا وراح. - يدخل الأب وهو يحمل مكنسة كهربائية معطلة لتصليحها ومعه عدة. يبتسم. الأب: سلامات يا سهام يا بنتي. سهام: انو شو صاير؟ الأم: شو قصدك؟ الأب: حقها تعرف. سهام: بدي أعرف ليش عم تسهلولو الموضوع. - يقعد الأب امام طاولة ويضع عدته والمكنسة. الأم: نحن موافقين ترجعيلو. سهام: وكيف حسن يقنعكن مسيو فيصل؟ الأم: لو تشوفيه.. متربي.. أخد درس. - تجلس سهام وهي مستاءة ولكنها تضبط نفسها. تشعر وكأنها محاصرة. الأم: شو رأيك تجتمعي معو عنا في البيت.. احكوا مع بعض بصراحة.. احكي اللي في قلبك واذا كان بدك حطي شروطك.. متل ما قلتلك، الرجال صاير متل القطة. (لزهير) احكي كلمة يازهير. الأب: الحكي إلها.. اللي بدها ياه هو اللي رح يصير. - تستقيم في جلستها وتبتسم لهما. سهام: انا رح أوقع عقد عمل مع التلفزيون. - خبر لطيف جداً.. يهتمان بالخبر. الأب: كيف يعني؟ سهام: يعني وظيفة دائمة.. يعني عقد عمل وراتب ومكافآت وتعويضات.. ما بقيت أشتغل من خارج الملاك بالقطعة. الأم: يا بنتي هاي شغلة بتجنن. الأب: إيمتى صار هالشي؟ سهام: قبل شوي.. دعوني لاجتماع وسألني رأفت الشمالي بنفسه اذا كان عندي استعداد أوقع عقد عمل مع القناة التالتة.. القناة الجديدة.. البرنامج كلو رح ينتقل بعد ما صار خلاف مع المدير. - يتطلع الأب والأم الى بعضهما البعض بسعادة. سهام: فيصل أجا في الوقت غير المناسب.. في الوقت الحاضر ما عندي مجال أفكر في أي شي تاني غير نجاحي في شغلي. - قطع - المشهد: 97 القناة الأولى/ غرفة سكرتيرة المدير د/ ن رأفت، عبير، المدير - يدخل رأفت فيقف وهو متفاجئ. - عبير تنظر اليه بعينين حمراوين فقد كانت تبكي. رأفت: (يقترب منها) شو صار يا عبير؟ عبير: (باكية بطريقة ظريفة) ما بتعرف يعني شو صار؟ رأفت: عن جد ما بعرف. عبير: الدكتور مستنيك مشان موضوع النقل للقناة التالتة. رأفت: شو هاد ياعبير..؟ ما بيتخبى شي في هالبلد؟ عبير: صارلنا خبر.. مكتب الوزير خبرنا. رأفت: (بلطف) انتي ما إلك علاقة بالموضوع.. نحن رح انضل أصدقاء. عبير: مين بيعرف؟ - ينفتح باب المدير ويطل الدكتور. ينظر وهو مقطب الى سكرتيرته وهي تبكي. الدكتور: انت أجيت يا رأفت؟ تفضل شوي. - يغيب المدير، ينحني رأفت ويهمس. رأفت: بشوفك في الطلعة. - تتابعه دون كلام وهي تمسح انفها المحمر بمنديل مكوم في يدها. - قطع - المشهد: 98 القناة الأولى/ غرفة المدير د/ ن رأفت، المدير - رأفت جالس بينما المدير قرب النافذة ينظر الى الخارج. يستدير ويأتي. الدكتور: ليه يا رأفت؟ ليه رح تترك القناة الأولى؟ رأفت: دكتور.. بدون عواطف أرجوك.. القضية قضية حريتي في الكلام. الدكتور: مشان موضوع مراقبة الريبورتاجات؟ رأفت: بالضبط. الدكتور: كان ممكن تجي لعندي ونرجع نحكي في الموضوع. انت ابن القناة الأولى وبرنامجك انعرف من هون. رأفت: هادا صحيح، بس كيف رح نستمر هو السؤال. الدكتور: اطلب من السيد الوزير يلغي قرار النقل أرجوك. - يمسح وجهه بيده ويطرق ويزفر. رأفت: مستحيل يا دكتور.. الوزير ما بحب لعب الولاد.. اذا بدك رح ساعدك تطرح البديل. الدكتور: أي بديل يازلمة؟ انت رايح وآخد معك الستاف كله، المنتج والمساعدين والمخرجين والمحررين.. حتى اذا فكرت ببرنامج بديل انا محتاج الى تلات أشهر على الأقل للتفكير وترشيح الكادر. رأفت: اذا بدك انا مستعد أتركلك نص الكادر. الدكتور: شو.. رايدن يكرهوني؟.. اتركهم معك (يجلس امام رأفت) اسمع، انا عدلت عن فكرة ايجاد بديل شبيه ببرنامجك.. رح نفكر بشي تاني.. شي تاني الجمهور ما يقع في المقارنة بين برنامجنا ويرنامجك. رأفت: كمان هاي فكرة حلوة. - يمد له المدير يده يعرض عليه المصافحة فيصافحه رأفت. الدكتور: باتمنالك التوفيق يا رأفت. رأفت: أشكرك يا دكتور.. - يمد رأفت يده الى جيب سترته الداخلي ويخرج الكتاب ويمده له. الدكتور: شو هاد؟ رأفت: كتاب ايقاف البرنامج. - ينظر اليه المدير دون أن يقرأ. الدكتور: اتركه هلق.. تعال بعد اسبوعين اشرب قهوة ورح تلاقيه موقع. رأفت: وليه اسبوعين.. نحن من بكرا في القناة التالتة. الدكتور: ممكن تصادفك مشاكل من هون لأسبوعين فتقرر ترجع، رح تلاقي نفسك على وضعك القانوني نفسه. - يبتسم رأفت. يمد يده ويلمس ركبة المدير وهو ينهض. رأفت: ادعيلنا بالتوفيق يا دكتور. الدكتور: موفقين. رأفت: شفتك بخير دكتور. - عند الباب يأتيه صوت المدير. الدكتور: انا مارح أبكي متل عبير يا رأفت. رأفت: (مازحا) شو رأيك آخدها معي؟ الدكتور: آه منك.. - يبتسمان لبعضهما ويخرج رأفت. المدير يهز رأسه شمالاً ويميناً أسفاً. - قطع -
انت الزائر 12025 visiteurs رمزي نايلي بريش
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement